| رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| موضوع: مصعب بن عمير هو أول سفراء الاسلام الخميس أغسطس 12, 2010 5:50 am | |
| مع اولى حلقاتنا فى "مصعب بن عمير" أول سفراء الاسلام غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا. يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون: " كان أعطر أهل مكة" ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب
بن عمير" ذلك الفتر الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء..؟ كانا كان لقبه بين المسلمين. "مصعب الخير" تعالوا نعرف مين هو مصعب بن عمير سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم "محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد. كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث. ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها، ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب لقد
سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ القدير. ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..! ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه وكأنه من الفرحة الغامرة يطير. ولكن
الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!! كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب الى حد الرهبة.. ولم يكن مصعب حين أسلم يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه. فان خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يطاق..! ولقد فكر سريعا، وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا. وظل يتردد على دار الأرقم، ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قرير العين بايمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا.. ولكن مكة في تلك الأيام بالذات، لا يخفى فيها سر ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فذهب الى أم مصعب، حيث اخبرها ووقف مصعب أمام أمه، وعشيرته، وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا، وعدلا وتقى. وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم، ما لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام، وهدوءا يفرض الاقناع.. ولكن، اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فان في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر ثم حبسته في ركن من المنزل، وأحكمت عليه اغلاقه، وظل رهين محبسه حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى الى الحبشة مهاجرا لقد فرغ من اعداة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار، واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى، وخالقها العظيم خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا ذلك أنهم رأوه.يرتدي جلبابا مرقعا باليا، وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة،وألقا وعطرا. وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة، شاكرة محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال: " لقد رأيت مصعبا هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!! لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها.!! ولقد
كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه. وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيا. قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه اني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي بأنه لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله" أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف غقلي"!! وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها وأصبح الفتى المتأنق المعطّر لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما، ويجوع أياما ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة اختاره الرسول لأعظم مهمة أن يكون سفيره الى المدينة يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم في دين الله ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها وأقرب من الرسول قرابة ولكن الرسول اختار مصعب الخير، وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة، ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!! وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة، كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير". فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها. وعرف أنه داعية الى الله تعالى، ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى، والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه الا البلاغ هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس، تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه، هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد) ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فطنة عقله، وعظمة روحه ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربته ويتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل! ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها، فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه هكذا يتصورون ويتوهمون أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه.!! وما
ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وجلوا.. ولكن
مصعب الخير ظل ثابتا وديعا، متهللا وقف اسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة: "ما جاء بكما الى حيّنا، تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا، اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!! وفي مثل هدوء البحر وقوته.. وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال: "أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره". كان أسيد رجلا أريبا عاقلا. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره، فيدعوه أن يسمع لا غير. فان اقتنع، تركه لاقتناعه وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم، وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي.. ولم يكد مصعب يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم، وتكتسي بجماله..!! ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا: "ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟ وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا،ثم قال له مصعب: "يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا اله الا الله". فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله.. ثم جاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وتمت باسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير، وسعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب، فلنؤمن معه، فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه.!! وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة، وتبدا قريش بأحقادها.وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين. وتقوم غزوة بدرو تجيء غزوة أحد. ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية. ويدعو مصعب الخير، فيتقدم ويحمل اللواء وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة.. حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه. وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه،. ذهب مصعب يقاتل وحده يد تحمل الراية في تقديس. ويد تضرب بالسيف في عنفزان. ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول. يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال: [حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء]. وقع مصعب.. وسقط اللواء..!! وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!! وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان.. كان يظن أنه اذا سقط، فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة. وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا، وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية. لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه!! أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه.!! وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها. وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة. يقول خبّاب بن الأرت: مصعب بن عمير قتل يوم أحد. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر" وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقال لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة"..؟! وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: "ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة". ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال: "أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام" وهنا تكون انتهت حلقتنا عن احد الاشخاص الذى من الممكن لن تتكرر وانتظرونا غدا وشخصيه جدييييييييييدة |
|
| |
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| موضوع: تعالو نتعرف عل شخصيتنا الجديدة وهو - أبو زر الغفارى السبت أغسطس 14, 2010 1:17 am | |
| وفى تالت ايام الشهر الكريم مع معانا شخصيه يمكن فى كتير مننا مسمعش عنها قبل كدة تعالوا نتعرف على شخصيتنا وهو أبو ذر الغفاري زعيم المعارضة وعدو الثروات أقبل على مكة مغتبطا صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم أن الغاية التي يسعى اليها، أنسته جراحه، وأفاضت على روحه الحبور والبشور. ودخلها متنكرا، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوّفوا بآلهة الكعبة أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم،ويستمع اليه لفتكوا به. وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به، ولكن بعد أن يقابل الرجل ويؤمن به،ان اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته. ولقد مضى يتسمّع الأنباء من بعيد،وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذرحتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه. في صبيحة يوم ذهب الى هناك، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالس وحده، فاقترب منه وقال:نعمت صباحا يا أخا العرب فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام:وعليك السلام يا أخاه. قال أبو ذر:أنشدني مما تقول.. فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم. قال أبو ذر: اقرأ عليّ.. فقرأ عليه الرسول، وأبو ذر يصغي ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر:"أشهد أن لا اله الا الله. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"! وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب..؟ فأجابه أبو ذر: من غفار وتألقت ابتسامة على فم السول صلى الله عليه وسلم،واكتسى وجهه الدهشة والعجب وضحك أبو ذر كذلك، فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق!! وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع. أفيجيء منهم اليوم، والاسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم؟! يقول أبو ذر وهو يروي القصة بنفسه: " فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوّبه تعجبا، لما كان من غفار، ثم قال: ان الله يهدي من يشاء. فقد روي عنه أنه أحد الذين كانو يتمرّدون على عبادة الأصنام،ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم. وهكذا ما كاد يسمع بظهور نبي يسفّه عبادة الأصناك وعبّادها، ويدعو الى عبادة الله الواحد القهار، حتى حث اليه الخطى، وشدّ الرحال. وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس هو قد أسلم في الأيام الأولى وحين أسلم كلن الرسول يهمس بالدعوة همسا. يهمس الى الخمسة الذين آمنوا معه، ولم يكن أمام أبي ذر الا أن يحمل ايمانه بين جنبيه، ويغادر مكة،وعاد الى قومه ولكن أبا ذرخلق ليتمرّد على الباطل أينما كان وها هو ذا يرى الباطل بعينيه. حجارة مرصوصة،تنحني أمامها الجباه والعقول، ويناديها الناس: لبيك.. لبيك..!! وصحيح أنه رأى الرسول يؤثر لهمس في أيامه تلك ولكن لا بدّ من صيحة يصيحها هذا الثائر الجليل قبل أن يرحل. لقد توجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بهذا السؤال: يا رسول الله:بم تأمرني؟ فأجابه الرسول:ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد!! هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقد أحاط به المشركون وضربوه حتى صرعوه وترامى النبأ الى العباس عم النبي، فجاء يسعى، وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة لذكية، قال له: "يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،وهذا رجل من رجالها،ان يحرّض قومه عليكم،يقطعوا على قوافلكم الطريق" وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين (أساف، واثلة) ودعوانهما، حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا فتصرخ المرأتان،ويهرول الرجال كالجراد، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه " يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله" ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه،حتى اذا سمع بظهورالدين عادوأدلى في مجرى الأحداث دلوه ويعود أبو ذر الى عشيرته وقومه،فيحدثههم عن النبي الذي ظهر يدعو الى عبادة الله وحده ويهدي لمكارم الأخلاق،ويدخل قومه في الاسلام،واحدا اثر واحد.ولا يمتفي بقبيلته غفار، بل ينتقل الى قبيلة أسلم ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة، ويستقر بها والمسلمون معه. وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم، جاء بهما ابو ذر مسلمين جميعا رجالا ونساءا. شيوخا وشبابا، وأطفالا!! وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن اسلامه وايمانه، وقال معبّرا عن دهشته: "ان الله يهدي من يشاء"..!! لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا ونظر الى قبيلة غفار وقال: "غفار غفر الله لها". ثم الى قبيلة أسلم فقال: "وأسلم سالمها الله" وألقى الرسول يوما هذا السؤال:"يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء؟ فأجاب قائلا:"اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي"!! فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "أفلا أدلك على خير من ذلك..؟ اصبر حتى تلقاني". بعد وفاع عمر اصبحت خيرات الأرض التي ذرأها الله للناس جميعا.وجعل حقهم فيها متكافئا توشك أن اصير حكرا ومزية ان السلطة التي هي مسؤولية ترتعد من هول حساب الله عليها أفئدة الأبرار، تتحول الى سبيل للسيطرة، وللثراء، وللترف المدمر رأى أبو ذر كل هذا راح يمد يمينه الى سيفه.وهز به الهواء فمزقه، ونهض قائما يواجه المجتمع بسيفه الذي لم تعرف له كبوة.لكن سرعان ما رنّ في فؤاده صدى الوصية التي أوصاه بها الرسول، فأعاد السيف الى غمده، فما ينبغي أن يرفعه في وجه مسلم. (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) ليس دوره اليوم أن يقتل بل أن يعترض وليس السيف أداة التغيير والتقويم،بل الكلمة الصادقة،الكلمة العادلة التي لا تضل طريقها، لقد أخبر الرسول يوما وعلى ملأ من أصحابه، أن الأرض لم تقلّ، وأن السماء لم تظلّ أصدق لهجة من أبي ذر. ومن كان يملك هذا القدر من صدق اللهجة، وصدق الاقتناع، فما حاجته الى السيف.؟ فليخرج الى هؤلاء جميعا، حتى يحكم الله بينهم وبينه بالحق، وهو خير الحاكمين. وخرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروة، يغزوها بمعارضته معقلا وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفت حولها الجماهير وأصبح لا يمر بأرض، بل ولا يبلغ اسمه قوما الا أثار تسؤلات هامّة تهدد مصالح ذوي السلطة والثراء. ولم يعد الانس يبصرونه قادما الا استقبلوه بهذه الكلمات: " بشّر الكانزين بمكاو من نار" لقد صارت هذه العبارة علما على رسالته التي نذر حياته لها، لقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة هناك في الشام حيث "معاوية بن أبي سفيان" يحكم أرضا من أكثر بلاد الاسلام خصوبة وخيراوانه ليعطي الأموال ويوزعها بغير حساب، ولم يكد الناس العاديون يسمعون بمقدمه حتى استقبلوه في حماسة وشوق،والتفوا حوله أينما ذهب وسار حدثنا يا أبا ذر حدثنا يا صاحب رسول الله ويلقي أبو ذر على الجموع حوله نظرات فاحصة، ثم يصرخ في الحافين حوله قائلا: " عجبت لمن لا يجد القوت في بيته،كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه"؟؟!! ثم يذكر من فوره وصية رسول الله أن يضع الأناة مكان الانقلاب، والكلمة الشجاعة مكان السيف فيترك لغة الحرب هذه ويعود الى لغة المنطق والاقناع، فيعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط وأنهم جميعا شركاء في الرزق وأنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى وأن أمير القوم هو أول من يجوع اذا جاعوا، وآخر من شبع اذا شبعوا. وفي أيام قلائل، كانت الشام كلها كخلايا نحل وجدت ملكتها المطاعة ولو أعطى أبو ذر اشارة عابرة بالثورة لاشتعلت نارا ولكنه كما قلنا، حصر اهتمامه في خلق رأي عام يفرض احترامه، ولقد بلغ خطره على الامتيازات الناشئة مداه، يوم ناظر معاوية على ملأ من الناس.ثم أبلغ الشاهد للمناظرة، الغائب عنها. ولقد وقف أبو ذر أصدق العالمين لهجة، كما وصفه نبيه وأستاذه.. وقف يسائل معاوية في غير خوف ولا مداراة عن ثروته قبل أن يصبح حاكما،وعن ثروته اليوم!! وعن البيت الذي كان يسكنه بمكة،وعن قصوره بالشام اليوم!! ثم يوجه السؤال للجالسين حوله من الصحابة ثم يصيح فيهم جميعا: أفأنت الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟ ويتولى الاجابة عنهم: نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد. ثم يعود ويسأل: ألا تجدون في كتاب الله هذه الآية: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها جباههم، وجنوبهم،وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنتم تكنزون). ويختم معاوية طريق الحديث قائلا:لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب ويصيح أبو ذر: لا بل أنزلت لنا ولهم ويتابع أبو ذر القول ناصحا معاوية ومن معه أن يخرجوا كل ما بأيديهم من ضياع وقصور وأموال وألا يدّخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه ويتعالى نشيد أبي ذر في البيوت والطرقات: (بشّر الكانزين بمكاو من نار يوم القيامة) ويستشعر معاوية الخطر، وتفزعه كلمات الثائر الجليل، ولكنه يعرف له قدره، فلا يقرّ به بسوء، ويكتب عن فوره للخليفة عثمان رضي الله عنه يقول له:" ان أبا ذر قد أفسد الانس بالشام" ويكتب عثمان لأبي ذر يستدعيه للمدينة. ويحسر أبي ذر طرف ردائه عن ساقيه مرّة أخرى ويسافر الى المدينة تاركا الشام في يوم لم تشهد دمشق مثله (لا حاجة لي في دنياكم)..!! هكذا قال أبو ذر للخليفة عثمان بعد أن وصل الى المدينة، وجرى بينهما حوار طويل. لقد خرج عثمان من حواره مع صاحبه، ومن الأنباء التي توافدت عليه من كل الأقطار عن مشايعة الجماهير لآراء أبي ذر، بادراك صحيح لخطر دعوته وقوتها، وقرر أن يحتفظ به الى جواره في المدينة، ولقد عرض عثمان قراره على أبي ذر عرضا رفيقا، رقيقا، فقال له:"ابق هنا يجانبي، تغدو عليك القاح وتروح" وأجابه أبو ذر:(لا حاجة لي في دنياكم).! ولقد طلب من الخليفة عثمان رضي الله عنه أن يأذن له الخروج الى الرّبذة فأذن له ومن ثم لم يكن أبو ذر ليخفي انزعاجه حين يرى بعض المولعين بايقاد الفتنة يتخذون من دعوته سببا لاشباع ولعهم وكيدهم. جاءه يوما وهو في الرّبدة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد الخليفة، فزجرهم بكلمات حاسمة: " والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة،جبل،لسمعت،وأطعت،وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي" " ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي "ولو ردّني الى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت،ورأيت ذلك خيرا لي" ولقد كان أبو ذر يتمنى لأصحاب الرسول ألا يلي أحد منهم امارة أو يجمع ثروة، وأن يظلوا كما كانوا روّاد للهدى، وعبّادا لله. وقد كان يعرف ضراوة الدنيا وضراوة المال، وكان يدرك أن أبا بكر وعمر لن يتكررا ولطالما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من اغراء الامارة ويقول عنها: "انها أمانة،وانها يوم القيامة خزي وندامة. الا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها" ولقد بلغ الأمر بأبي ذر لى تجنّب اخوانه ان لم يكن مقاطعتهم،لأنهم ولوا الامارات، وصار لهم بطبيعة الحال ثراء وفرة.. لقيه أبو موسى الأشعري يوما، فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه وهو يصيح من الفرح بلقائه:" مرحبا أبا ذر.. مرحبا بأخي". ولكن أبا ذر دفعه عنه وهو يقول: " لست بأخيك،انما كنت أخاك قبل أن تكون واليا وأميرا"! كذلك لقيه أبو هريرة يوما واحتضنه مرحّبا، ولكن أبا ذر نحّاه عنه بيده وقال له:(اليك عني.ألست الذي وليت الامارة، فتطاولت في البنيان،واتخذت لك ماشية وزرعا) ولقد عاش أبو ذر ما استطاع حاملا لواء القدوة العظمى للرسول عليه السلام وصاحبيه، أمينا عليها، حارسا لها عرضت عليه الامارة بالعراق فقال: " لا والله لن تميلوا عليّ بدنياكم أبدا" ورآه صاحبه يوما يلبس جلبابا قديما فسأله: أليس لك ثوب غير هذا؟! لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟ فأجابه أبو ذر:" يا بن أخي لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني" قال له: والله انك لمحتاج اليهما!! فأجاب أب ذر:"اللهم غفر انك لمعظّم للدنيا، ألست ترى عليّ هذه البردة؟؟ ولي أخرى لصلاة الجمعة،ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل ما نحن فيه"..؟؟ وجلس يوما يحدّث ويقول: أوصاني خليلي بسبع أمرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر الى من هو دوني،ولاأنظر الى من هو فوقي وأمرني ألا أسأل أحد شيئا وأمرني أن أصل الرحم وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائموأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا، ويقول لمانعيه: " والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها"!! ان هذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، هي زوجته. وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق؟ فتجيبه بأنها تبكي:"لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا"!! "لا تبكي، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق،، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت". وفاضت روحه الى الله.. قافلة تسير في الصحراء، تؤلف جماعة من المؤمنين، وعلى رأسهم عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله. ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله والاسلام أبي ذر وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول:" صدق رسول الله نمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك"! كان ذلك في غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ لملاقاة الروم، الذين شرعوا يكيدون للاسلام ويأتمرون به. وكانت الأيام التي دعى فيها الناس للجهاد أيام شقة بعيدة.والعدو مخيفا. ولقد تقاعس عن الخروج نفر من المسلمين، تعللوا بشتى المعاذير. وخرج الرسول وصحبه وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا ومشقة، فجعل الرجل يتخلف، ويقولون يا رسول الله تخلف فلان، فيقول:" دعوه.فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم.وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه"!! وتلفت القوم ذات مرة، فلم يجدوا أبا ذر وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: لقد تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره وأعاد الرسول مقالته الأولى. كان بعير أبي ذر قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الاعياء خطاه.وحاول أبو ذر أن يدفعه للسير بكل حيلة وجهد، ولكن الاعياء كان يلقي ثقله على البعير. ورأى أبو ذر أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين فنزل من فوق ظهر البعير، وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه، مهرولا، وسط صحراء ملتهبة، وفي الغداة، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، بصر أحدهم فرأى سحابة من النقع والغبار تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير وقال الذي رأى: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق وحده.. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (كن أبا ذر) وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا يقتلع خطاه من الرمل المتلظي اقتلاعا، وحمله فوق ظهره بتؤدة ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة،ولم يتخلف عن رسول الله واخوانه المجاهدين وحين بلغ أول القافلة، صاح صائهحم: يا رسول الله: انه والله أبا ذر..وسار أبو ذر صوب الرسول. ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية، وقال:يرحم الله أبا ذر..يمشي وحده..ويموت وحده..ويبعث وحده وبعد مضي عشرين عاما على هذا اليوم أو تزيد، مات أبو ذر وحيدا، كل يوم بنتعرف على شخصيه اكتر من راااائعه ياليت يعود مثل هؤلاء الناس لحياتنا بجد هتتغير كتيييييير |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام السبت أغسطس 14, 2010 9:28 pm | |
| وفى رابع ايام الشهر الكريم مع معانا شخصيه كتير سمعنا عنه بس انهاردة خندخل فى تفاصيل حياته بلال بن رباح الساخر من الأهوال كان رجل شديد السمرة،نحيف ناحل، مفرط الطول الكث الشعر،خفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، وتغدق عليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه،ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: "انما أنا حبشي.. كنت بالأمس عبدا"..!! انه "بلال بن رباح" مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام انه احدى معجزات الايمان والصدق. وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر، باكستان،الصين وفي الأمريكيتين، في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا في كل بقعة من الأرض يقتنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غلام؟ فيجيبك: انه مؤذن الرسول وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليردّه عن دينه، فيقول: "أحد.. أحد.." وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا فاعلم أن بلال هذا، لم يكن قبل الاسلام أكثر من عبد رقيق، يرعى ابل سيّده على حفنات من التمر، حتى يطو به الموت، ويطوّح به الى أعماق النسيان لكن صدق ايمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوأه في حياته، وفي تاريخه مكانا عليّا في الاسلام بين العظماء والشرفاء والكرماء ان سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الانس كعبد رقيق، لم يحرمه حين آثر الاسلام دينا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه ويقينه، وطهره، وتفانيه فلقد كان الناس يظنون أن عبدا مثل بلال ملك لسيّده الذي اشتراه بماله يروح ويغدو وسط شويهات سيده وابله وماشيته كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئا فيكون أول مؤذن للرسول والاسلام العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول!! كانت أمه احدى امائهم وجواريهم. كان يعيش عيشة الرقيق، تمضي أيامه متشابهة قاحلة، لا حق له في يومه ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الانس في مكة يتناقلونها، وحين كان يصغي الى أحاديث ساداته وأضيافهم، سيما "أمية بن خلف" أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها لطالما سمع أمية وهو يتحدّث مع أصدقائه حينا، وأفراد قبيلته أحيانا عن الرسول حديثا يطفح غيظا، وغمّا وشرا وكانت أذن بلال يلتقط الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعدة المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته!! ويقول بعضهم لبعض: ما كان محمد يوما كاذبا. ولا ساحرا ولا مجنونا وان ام يكن لنا بد من وصمه اليوم بذلك كله، حتى نصدّ عنه الذين سيسارعون الى دينه!! وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديّ وعداوته، تلك هي: ولاؤهم لدين آبائهم أولا. والخوف على مجد قريش ثانيا، ثم الحقد على بني هاشم، أن يخرج منهم دون غيرهم نبي ورسول! وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح أميّة بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعا بالخزي والعار عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟! ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق!! أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للاسلام وحده، وان كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعا لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود البرار العظام. لقد أعطى بلال درسا بليغا للذين في زمانه، وفي كل مكان، للذين على دينه وعلى كل دين درسا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهبا، ولا بملئها عذابا لقد وضع عريانا فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم واصراره ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد ايمانه، ويتخلى عن اقتناعه حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها! نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:"أحد أحد" يقولون له: قل كما نقول فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية: "ان لساني لا يحسنه"!! ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى اذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها. وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد". وكأني اذا جنّ عليهم الليل يساومونه: غدا قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى، لنذرك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون! فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..". ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمّا وغيظا، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء؟واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا. ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس: "أحد.. أحد.." ويعود للحديث والمساومة، من وكل اليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول: خل عنك يا أميّة واللات لن يعذب بعد اليوم،ان بلالا منا أمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة،ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالا: "أحد.. أحد.." وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال الى الرمضاء، وهو صابر محتسب، صامد ثابت. ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟ ثم يصيح في أميّة بن خلف:خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره اذ كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقا به الى الحرية قال له أمية: خذه، فواللات والعزى، لو أبيت الا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها.. وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّا بألا يجيبه ولكن لأن فيها مساسا بكرامة هذا الذي قد صار أخا له، وندّا،أجاب أمية قائلا: والله لو أبيتم أنتم الا مائة أوقية لدفعتها.!! وانطلق بصاحبه الى رسول الله يبشره بتحريره.وكان عيدا عظيما! وبعد هجرة الرسول والمسلمين الى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها. فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم؟ انه بلال الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد". لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام. ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم الى المدينة غازيا وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية. وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام، غزوة بدر.. تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها: "أحد..أحد". في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها، وخرج أشرافها جميعا لمصارعهم!! ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أمية بن خلف" . همّ بالنكوص لولا أن ذهب اليه صديقه "عقبة بن أبي معيط" حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه، حاملا في يمينه مجمرة حتى اذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له: يا أبا علي، استجمر بهبذ، فانما أنت من النساء..!!! وصاح به أمية قائلا:قبحك الله،وقبّح ما جئت به لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مشجع لأمية على تعذيب بلال، وغير بلال من المسلمين واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج الى غزوة بدر التي سيكون فيها مصرعه!! ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فان بينه وبين عبد من عباد الله حسابا قديما، جاء أوان تصفيته، فالديّان لا يموت، وكما تدينون تدانون!! نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضربا، وعذابا وفي غزوة بدر، على موعد أجاد القدر توقيته، مع جلاد قريش الذي أذل المؤمنين بغيا وحين بدأ القتال بين الفريقين، وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارهم: " أحد أحد" انخلع قلب أمية، وجاءه النذير.. ان الكلمة التي كان يرددها بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كلها!! وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله، فاحتمى به، وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره، ثم سار به وسط العمعمة الى مكان السرى. وفي الطريق لمح بلال فصاح قائلا:"رأس الكفر أميّة بن خلف لا نجوت ان نجا" ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر، فصاح به عبد الرحمن بن عوف:"أي بلال انه أسيري". أسير والحرب مشبوبة دائرة..؟ أسير وسيفه يقطر دما مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟ ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف، فصاح بأعلى صوته في المسلمين: "يا أنصار الله.رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت ان نجا" وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر سيوفهم المنايا، وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة، ثم هرول عنه مسرعا وصوته النديّ يصيح: "أحد.. أحد.." وتمضي الأيام وتفتح مكة ويدخلها الرسول شاكرا مكبرا على رأس عشرة آلاف من المسلمين ويتوجه الى الكعبة رأسا هذا المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام!! لقد جاء الحق وزهق الباطل ومن اليوم لا عزى ولا لات ولا هبل لن يجني الانسان بعد اليوم هامته لحجر، ولا وثن ولن يعبد الناس ملء ضمائرهم الا الله الي ليس كمثله شيء، الواحد الأحد، الكبير المتعال ويدخل الرسول الكعبة، مصطحبا معه بلال! ولا يكاد يدخلها حتى يواجه تمثالا منحوتا، يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام، فيغضب الرسول ويقول:"قاتلهم الله ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين". ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد،ويؤذن. ويؤذن بلال فيالروعة الزمان،والمكان، والمناسبة والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون: أهذا هو محمد وفقراؤه الذين أخرجوا بالأمس من هذا الديار؟؟ أهذا هو حقا، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين؟؟ أهذا هو حقا الذي قاتلناه، وطاردناه، وقتلنا أحب الناس اليه؟ أهذا هو حقا الذي كان يخاطبنا من لحظات ورقابنا بين يديه، ويقول لنا: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"..!! ولكن ثلاثة من أشراف قريش، كانوا جلوسا بفناء الكعبة، وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه، ويرسل من فوق ركامها المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع.. أما هؤلاء الثلاثة فهم، أبوسفيان بن حرب، وكان قد أسلم منذ ساعات، وعتّاب بن أسيد، والحارث بن هشام، وكانا لم يسلما بعد. قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه: لقد أكرم الله اسيدا، ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث: أما والله لو أعلم أن محمدا محق لاتبعته..!! وعقب أبو سفيان الداهية على حديثهما قائلا: اني لا أقول شيئا، فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى!! وحين غادر النبي الكعبة رآهم، وقرأ وجوههم في لحظة، قال وعيناه تتألقان بنور الله، وفرحة النصر: قد علمت الذي قلتم..!!! ومضى يحدثهم بما قالوا.. فصاح الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك..!! [/center] وكان بلال يزداد كل يوم قربا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة".. لكن بلالا بقي كما هو كريما متواضعا، لا يرى نفسه الا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبدا"..!! ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: "أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة.. كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!! وبعد وفاه الرسول وذهب بلال الى خليفة رسول الله يقول له: " يا خليفة رسول الله اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل عمل لمؤمن الجهاد في سبيل الله" فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال..؟ قال:أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع:اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله. قال أبو بكر:بل ابق وأذن لنا يا بلال.. قال بلال:ان كنت أعتقتني لأكون لك فليكن لك ما تريد. وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له قال أبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال.. ويختلف الرواة، فيروي بعضهم أنه سافر الى الشام حيث بقي فيها مجاهدا مرابطا. ويروي بعضهم الآخر، أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة، فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج الى الشام. وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عمر وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة. ودعا أمير المؤمنين بلال، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها. وصعد بلال وأذن فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا وكان عمر أشدهم بكاء!! ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد. الشخصية دى يا جماعه كانت بتعشق الرسول عليه الصلاة والسلام وانا من عشاقها وفعلا بيأثر فيا جدا - لما بشوف قد ايه كان حبه للرسول والإسلام بجد شخصية عمرها ماهتكرر ف الحياة دى تانى |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الأحد أغسطس 15, 2010 11:57 pm | |
| وبقينا فى خامس ايام الشهر الكريم ولسه معانا شخصيه انهاردة هى عبد الله بن عمر
المثابر، الأوّاب تحدّث وهو على قمة عمره الطويل فقال: "لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نكثت ولا بدّلت الى يومي هذا وما بايعت صاحب فتنة ولا أيقظت مؤمنا من مرقده" بدأت علاقته بالاسلام والرسول وهو في الثالثة عشر من العمر حين صحب أباه في غزوة بدر، راجيا أن يكون له بين المجاهدين مكان، لولا أن ردّه الرسول عليه السلام لصغر سنه من ذلك اليوم بل وقبل ذلك اليوم حين صحب أباه في هجرته الى المدينة بدأت صلة الغلام ذي الرجولة المبكرة بالرسول عليه السلام والاسلام فهو يتميز بعلمه وتواضعه واستقامة ضميره ونهجه وجوده وورعه ومثابرته على العبادة وصدق استمساكه بالقدوة لقد تعلم من أبيه عمر بن الخطاب خيرا كثيرا وتعلم مع أبيه من رسول الله الخير كله والعظمة كلها فهو ينظر ماذا كان الرسول يفعل في كل أمر فيحاكيه في دقة مثلا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي فيصلي ابن عمر في ذات المكان وهنا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو قائما، فيدعو ابن عمر قائما وهنا وعلى هذا الطريق نزل الرسول يوما من فوق ظهر ناقته، وصلى ركعتين، فصنع ابن عمر ذلك اذا جمعه السفر بنفس البقعة والمكان بل انه ليذكر أن ناقة الرسول دارت به دورتين في هذا المكان بمكة، قبل أن ينزل الرسول من فوق ظهرها، ويصلي ركعتين، وقد تكون الناقة فعلت ذلك تلقائيا لتهيئ لنفسها مناخها. لكن عبدالله بن عمر لا يكاد يبلغ ها المكان يوما حتى يدور بناقته، ثم ينيخها، ثم يصلي ركعتين لله ولقد أثار فرط اتباعه هذا،أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: "ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله كما كان يتبعه ابن عمر" ولقد قضى عمره الطويل المبارك على هذا الولاء الوثيق، حتى لقد جاء على المسلمين زمان كان صالحهم يدعو ويقول:"اللهم أبق عبدالله بن عمر ما أبقيتني كي أقتدي به فاني لا أعلم أحد على الأمر الأول غيره" كان ابن عمر يتهيّب الحديث عن رسول الله ولا يروي عنه عليه السلام حديثا الا اذا كان ذاكرا كل حروفه حرفا حرفا. وقد قال معاصروه "لم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد حذرا من ألا يزيد في حديث رسول الله أو ينقص منه، من عبدالله بن عمر"!! جاءه يوما رجل يستفتيه، فلما ألقى على ابن عمر سؤاله أجابه قائلا: " لا علم لي بما تسأل عنه" وذهب الرجل في سبيله ولا يكاد يبتعد عن ابن عمر خطوات حتى يفرك ابن عمر كفه جذلان فرحا ويقول لنفسه: "سئل ابن عمر عما لا يعلم، فقال لا أعلم"! كان يخاف أن يجتهد في فتياه فيخطئ في اجتهاده وعلى الرغم من أنه يحيا وفق تعاليم الدين العظيم للمخطئ أجر وللمصيب أجرين فان ورعه أن يسلبه ورعه كان يسلبه الجسارة على الفتيا. دعاه يوما الخليفة عثمان رضي الله عنهما، وطلب اليه أن يشغل منصب القضاة، فاعتذر.وألح عليه عثمان فثابر على اعتذاره وسأله عثمان: أتعصيني؟؟ فأجاب ابن عمر:" كلا ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة قاض يقضي بجهل، فهو في النار وقاض يقضي بهوى، فهو في النار وقاض يجتهد ويصيب فهو كفاف لا وزر ولا أجر واني لسائلك بالله أن تعفيني" وأعفاه عثمان، بعد أن أخذ عليه العهد ألا يخبر أحدا بهذا. وقد يبدو هذا الموقف لعبد الله بن عمر سمة من سمات السلبية. بيد أنه ليس كذلك، فعبد الله بن عمر لم يمتنع عن القضاء وليس هناك من يصلح له سواه بل هناك كثيرون من أصحاب رسول الله الورعين الصالحين، وكان بعضهم يشتغل بالقضاء والفتية بالفعل ولم يكن في تخلي ابن عمر عنه تعطيل لوظيفة القضاء ولا القاء بها بين أيدي الذين لا يصلحون لها ومن ثمّ قد آثر البقاء مع نفسه ينمّيها ويزكيها بالمزيد من الطاعة، والمزيد من العبادة لقد كان ابن عمر،أخا الليل، يقومه مصليا وصديق السحر يقطعه مستغفرا وباكيا ولقد رأى في شبابه رؤيا فسرها الرسول تفسيرا جعل قيام الليل منتهى آمال عبدالله، ومناط غبطته وحبوره يقول"رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة استبرق وكأنني لا أريد مكانا في الجنة الا طارت بي اليه ورأيت كأن اثنين أتياني، وأرادا أن يذهبا بي الى النار، فتلقاهما ملك فقال: لا ترع، فخليّا عني فقصت حفصة - أختي- على النبي صلى الله عليه وسلم رؤياي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل فيكثر" فكان يصلي ويتلو القرآن، ويذكر ربه كثيرا وكان كأبيه تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن. يقول عبيد بن عمير:قرأت يوما على عبدالله بن عمر هذه الآية: (فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا.يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) فجعل ابن عمر يبكي حتى نديت لحيته من دموعه. وكان ابن عمر رضي الله عنه، من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة اذ كان تاجرا أمينا ناجحا شطر حياته، وكان راتبه من بيت المال وفيرا ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط،انما كان يرسله غدقا على الفقراء، والمساكين يحدثنا أيوب بن وائل الراسبي عن أحد مكرماته، فيخبرنا أن ابن عمر جاءه يوما بأربعة آلافدرهم وقطيفة وفي اليوم التالي، رآه أيوب بن وائل في السوق يشتري لراحلته علفا نسيئة أي دينا فذهب ابن وائل الى أهل بيته وسالهم أليس قد أتى لأبي عبد الرحمن – يعني ابن عمر – بالأمس أربعة آلاف،وقطيفة..؟ قالوا: بلى قال: فاني قد رأيته اليوم بالسوق يشتر علفا لراحلته ولا يجد معه ثمنه قالوا: انه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعها، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره، خرج ثم عاد وليست معه، فسألناه عنهتا. فقال: انه وهبها لفقير!! فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف. حتى أتى السوق فتوقل مكانا عاليا، وصاح في الناس: " يا معشر التجار.ما تصنعون بالدنيا، وهذا بن عمر تأتيه الف درهم فيوزعها، ثم يصلح فيستدين علفا لراحلته"ألا ان من كان محمد أستاذه وعمر أباه، لعظيم، كفء لكل عظيم!! وطالما كان يعاتب بعض أبنائه حين يولمون للأغنياء، ولا يأتون معهم بالفقراء، ويقول لهم:"تدعون الشباع. وتدعون الجياع" أهداه أحد اخوانه القادمين من خراسان حلة ناعمة أنيقة وقال له:لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان وانه لتقر عيناي اذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه وترتدي هذا الثوب الجميل قال له ابن عمر: أرنيه اذن ثم لمسه وقال: أحرير هذا.؟ قال صاحبه: لا .. انه قطن. وتملاه عبد الله قليلا، ثم دفعه بيمينه وهويقول:"لا.اني أخاف على نفسي.أخاف ان يجعلني مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور" وأهداه يوما صديقا وعاء مملوءا وسأله ابن عمر: ما هذا؟ قال: هذا دواء عظيم جئتك به من العراق. قال ابن عمر: وماذا يطبب هذا الدواء..؟؟ قال: يهضم الطعام فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه:" يهضم الطعام؟ اني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما" ويقول ميمون بن مهران: " دخلت على ابن عمر، فقوّمت كل شيء في بيته من فراش، ولحاف وبساط. ومن كل شيء فيه، فما وجدته تساوي مئة ردهم" لم يكن ذلك عن فقر قد كان ابن عمر ثريا ولا كان ذلك عن بخل فقد كان جوّدا سخيا كان عن زهد في الدنيا، وازدراء للترف، والتزام لمنهجه في الصدق والورع ولقد عمّر ابن عمر طويلا، وعاش في العصر الأموي الذي فاضت فيها لأموال وانتشرت الضياع، واذا ذكّر بحظوظ الدنيا ومتاعها التي يهرب منها قال:"لقد اجتمعت وأصحابي على أمر، واني أخاف ان خالفتهم ألا ألأحق بهم" ثم يعلم الآخرين أنه لم يترك دنياهم عجزا، فيرفع يده الى السماء ويقول:"اللهم انك تعلم أنه لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشا في هذه الدنيا". يقول الحسن رضي الله عنه: "لما قتل عثمان بن عفان قالوا لعبد الله بن عمر: انك سيّد الناس، وابن سيد الناس، فاخرج نبايع لك الناس قال: ان والله لئن استطعت، لا يهراق بسببي محجمة من دم قالوا: لتخرجن أو لنقتلنكك على فراشك فأعاد عليهم قوله الأول فأطمعوه وخوّفوه فما استقبلوا منه شيئا" لقيه رجل يوما فقال له: ما أحد شر لأمة محمد منك! قال ابن عمر: ولم؟ فوالله ما سفكت دماءهم، ولا فرقت جماعتهم، ولا شققت عصاهم قال الرجل:انك لو شئت ما اختلف فيك اثنان قال ابن عمر: ما أحب أنها أتتني، ورجل يقول: لا، وآخر يقول: نعم. وحتى بعد أن سارت الأحداث شوطا طويلا، واستقر الأمر لمعاوية ثم لابنه يزيد من بعده.كان لا يزال أمل الناس، وأمل الخلافة فقد ذهب اليه مروان قال له: هلم يدك نبايع لك، فانك سيد العرب وابن سيدها. قال له ابن عمر: كيف نصنع بأهل المشرق؟ قال مروان: نضربهم حتى يبايعوا قال ابن عمر:"والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عاما، ويقتل بسببي رجل واحد"..!! هذا الرفض لاستعمال القوة والسيف، هو الذي جعل ابن عمر يتخذ من الفتنة المسلحة بين أنصار علي وأنصار معاوية، موقف العزلة والحياد جاعلا شعاره ونهجه هذه الكلمات: "من قال حي على الصلاة أجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على قتل أخيك المسلم واخذ ماله قلت: لا" وكان ينفجر أسى وألما، حين يرى دماء المسلمين تسيل بأيديهم لقد روي عنه أنه قال في أخريات أيامه: " ما أجدني آسى على شيء فاتني من الدنيا الا أني لم أقاتل مع عليّ، الفئة الباغية" على أنه حين رفض أن يقاتل مع الامام علي الذي كان الحق له، وكان الحق معه، فانه لم يفعل ذلك هربا، والا التماسا للنجاة بل رفضا للخلاف كله، والفتنة كلها، وتجنبا لقتال لا يدو بين مسلم ومشرك، بل بين مسلمين يأكل بعضهم بعضا. ولقد أوضح ذلك تماما حين سأله نافع قال:" يا أبا عبد الرحمن، أنت ابن عم وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت وأنت، فما يمنعك من هذا الأمر يعني نصرة علي؟؟ فأجابه قائلا:" يمنعني أن الله تعالى حرّم عليّ دم المسلم، لقد قال عز وجل: (قاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين) ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله،اما اليوم. فيم نقاتل؟ لقد قاتلت الأوثان تملأ الحرم من الركن الى الباب،حتى نضاها الله من أرض العرب أفأقاتل اليوم من يقول لا اله الا الله" هكذا كان منطقه، وكانت حجته، وكان اقتناعه وصفه معاصروعه فقالوا: ( مات ابن عمر وهو مثل عمر في الفضل) بل لقد كان يطيب لهم حين يبهرهم ألق فضائله، أن يقارنوا بينه وبين والده العظيم عمر.. فيقولون: ( كان عمر في زمان له فيه نظراء، وكان ابن عمر في زمان ليس فيه نظير). وفي العام الثاث والسبعين للهجرة مالت الشمس للمغيب ورفعت احدى سفن الأبدية مراسيها، مبحرة الى العالم الآخر والرفيق الأعلى، حاملة جثمان عبد الله بن عمر بن الخطاب. توفي بالبصرة، عام واحد وتسعين، وقيل عام ثلاث وتسعين |
|
| |
???? زائر
| |
| |
عاشقه البحر −Ξ(مشــــرفة) Ξ−
الابراج : العمر : 30 نقاط : 7636 التصويت : 5 عدد المشاركات : 1080 رساله mms :
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الثلاثاء أغسطس 17, 2010 4:09 pm | |
| بجد حاجة مفيدة جدا.......بس الموضوع مش في مكانه المناسب يفضل يكون في الشخصيات التاريخية.......بدل الخيمة الرمضانية | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:28 pm | |
| - عاشقه البحر كتب:
- بجد حاجة مفيدة جدا.......بس الموضوع مش في مكانه المناسب
يفضل يكون في الشخصيات التاريخية.......بدل الخيمة الرمضانية معاكى بس انا جايبه ف الخيمه علشان هيبقى عل مدار 30 يوم رمضان لاءن انا بحاول اجمع الشخصيات عل مدار الشهر ولما يخلص الشهر ولو انى مش عايزه يخلص ابدا هبقى انقله ان شاء الله
|
|
| |
عاشقه البحر −Ξ(مشــــرفة) Ξ−
الابراج : العمر : 30 نقاط : 7636 التصويت : 5 عدد المشاركات : 1080 رساله mms :
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الأربعاء أغسطس 18, 2010 1:38 am | |
| مظبوط كلامك.....انا عارفة انك واخد بالك ومرسي على التفاعل الدائم ومنتحرمش من مواضيعك اللي مليانا تحميلات..هههههههه | |
|
| |
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الأربعاء أغسطس 18, 2010 8:07 pm | |
| موضوع مفيد جدا جدا وكمل ربنا معاك ويجعله في ميزان حسناتك |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الجمعة أغسطس 20, 2010 6:06 am | |
| - a7la smile كتب:
- موضوع مفيد جدا جدا
وكمل ربنا معاك ويجعله في ميزان حسناتك منور يا اسمايل متشكر ليك جدا |
|
| |
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| |
| |
toota −Ξ(مشرفة القـآعة العـآمة والشعر والأدب Ξ−
الابراج : العمر : 29 نقاط : 7638 التصويت : 8 عدد المشاركات : 1370 رساله mms : اوسمة :
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام السبت أغسطس 21, 2010 3:06 pm | |
| تسلم ايديك ع مجهووداتك الراااائعه دي | |
|
| |
عاشقه البحر −Ξ(مشــــرفة) Ξ−
الابراج : العمر : 30 نقاط : 7636 التصويت : 5 عدد المشاركات : 1080 رساله mms :
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام السبت أغسطس 21, 2010 5:58 pm | |
| ما شاء الله .........ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك | |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الثلاثاء أغسطس 24, 2010 11:52 am | |
| - عاشقه البحر كتب:
- ما شاء الله .........ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك
- toota كتب:
تسلم ايديك ع مجهووداتك الراااائعه دي منورانى يا توتا انتى وعاشقه والله و يا رب يكون الموضوع عاجبكم
|
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الثلاثاء أغسطس 24, 2010 11:54 am | |
| ولسه معانا شخصيه انهاردة هى حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيّد الشهداء كان الذين آمنوا برسول الله قليلين جدا وكان هناك من غير المؤمنين به من يحمل له كل الحب والاجلال ويطوي جوانحه على شوق عظيم الى الايمان به والسير في قافلته المباركة، لا يمنعه سوى مواضعات العرف والبيئة، وضغوط التقاليد والوراثة، والتردد بين نداء الغروب، ونداء الشروق. من هؤلاء كان حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة. كان حمزة يعرف عظمة ابن أخيه وكماله وكان على بيّنة من حقيقة أمره وجوهر خصاله فهو لا يعرف معرفة العم بابن أخيه فحسب، بل معرفة الأخ بالأخ، والصديق بالصديق ذلك أن رسول الله وحمزة من جيل واحد ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق، فأخذ حمزة يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة، وافساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش في حين عكف محمد على اضواء روحه التي انطلقت تنير له الطريق الى الله ولكن حمزة لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل تربه وابن أخيه في يوم، خرج حمزة كعادته. وعند الكعبة وجد نفرا من أشراف قريش وساداتها فجلس معهم، يستمع لما يقولون وكانوا يتحدثون عن محمد ولأول مرّة رآهم حمزة يستحوذ عليهم القلق من دعوة ابن أخيه وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد، والغيظ والمرارة. لقد كانوا من قبل لا يبالون، أو هم يتظاهرون بعدم الاكتراث واللامبالاة. أما اليوم، فوجوههم تموج موجا بالقلق، والهمّ، والرغبة في الافتراس. وضحك حمزة من أحاديثهم طويلا ورماهم بالمبالغة، وسوء التقدير وعقب أبو جهل مؤكدا لجلسائه أن حمزة أكثر الانس علما بخطر ما يدعو اليه محمد ولكنه يريد أم يهوّن الأمر حتى تنام قريش، ومضوا في حديثهم يزمجرون، ويتوعدون وحمزة يبتسم تارّة ويمتعض أخرى وحين انفض الجميع وذهب كل الى سبيله كان حمزة مثقل الرأس بأفكار جديدة وخواطر جديدة ومضت الأيام، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش حول دعوة الرسول ثم تتحوّل همهمة قريش الى تحرّش. وحمزة يرقب الموقف من بعيد ان ثبات ابن أخيه ليبهره وان تفانيه في سبيل ايمانه ودعوته لهو شيء جديد على قريش كلها، برغم ما عرفت من تفان وصمود فحمزة خير من عرف محمدا انه يعرفه تماما كما يعرف نفسه لا يذكر حمزة شبهة واحدة ألمّت بهذه الحياة، لا يذكر أنه رآه يوما غاضبا، أو قانطا، أو طامعا أو مهزوزا وحمزة لم يكن يتمتع بقوة الجسم فحسب بل وبرجاحة العقل، وقوة اارادة أيضا وجاء اليوم الموعود وخرج حمزة من داره،متوشحا قوسه ليمارس هوايته المحببة الصيد وقضى هناك بعض يومه ولما عاد ذهب كعادته الى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا الى داره.وقريبا من الكعبة، لقته خادم لعبدالله بن جدعان ولم تكد تبصره حتى قالت له: يا أبا عمارة لو رأيت ما اقي ابن أخيك محمد آنفا، من أبي الحكم بن هشام وجده جالسا هناك ، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله واستمع حمزة جيدا لقوله ثم مد يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الطعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل فان هو لم يجده هناك، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل:أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول الا فردّ ذلك عليّ ان استطعت وفي لحظة نسي الجالسون جميعا الاهانة التي نزلت بزعيمهم أبي جهل والدم لذي ينزف من رأسه، وشغلتهم تلك الكلمة التي حاقت بهم كالصاعقة الكلمة التي أعلن بها حمزة أنه على دين محمد فاسلام حمزة سيغري كثيرين من الصفوة بالاسلام، وسيجد محمد حوله من القوة والبأس ما يعزز دعوته ويشدّ ازره ومدّ حمزة يمينه مرّة أخرى الى قوسه فثبتها فوق كتفه واستقبل الطريق الى داره في خطواته الثابتة، وبأسه الشديد وحين عاد الى بيته ونضا عنه متاعب يومه.جلس يفكر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث له من قريب كيف أعلن اسلامه ومتى؟ لقد أعلنه في لحظات الغضب، لقد ساءه أن يساء الى ابن اخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصرا، فيغضب له، وأخذته الحميّة لشرف بني هاشم، صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد ونزاهة قصده ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ دينا جديدا، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب مثلما صنع حمزة الآن لم يكد حمزة يستعمل في بحث قضية الاسلام، ويوازن بين الدين القديم، والدين الجديد، حتى ثارت في نفسه شكوك أرجاها الحنين الفطري الموروث الى دين آبائه واستيقظت كل ذكرياته عن الكعبة، وآلهاها وأصنامها وعن الأمجاد الدينية التى أفاءتها هذه الآلهة المنحوتة على قريش كلها ولكن اذا كان مقدورا له أن يكون أح أتباع هذه الدعوة، المؤمنين بها، والذائدين عنها فما الوقت المناسب للدخول في هذا الدين؟ لحظة غضب وحميّة؟ أم أوقات تفكير ورويّة؟ وعجب حمزة كيف يتسنى لانسان أن يغادر دين آبائه بهذه السهولة وهذه السرعة وندم على ما فعل ولكنه واصل رحلة العقل ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ الى الغيب بكل اخلاصه وصدقه ولنضع اليه وهو يروي بقية النبأ فيقول: ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي وبت من الشك في أمر عظيم، لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة، وتضرّعت تاة الله أن يشرح صدري للحق، ويذهب عني الريب فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا وغدوت الى رسول الله صلى الل عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري، فدع الله أن يثبت قلبي على دينه وهكذا أسلم حمزة اسلام اليقيم. حمزة وقف شامخا قويا يذود عن رسول الله وعن المستضعفين من أصحابه ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة، وراح يحرّض قريشا على انزال الأذى بالرسول وصحبه، ومضى يهيء لحرب أهليّة يشفي عن طرقها مغايظة وأحقاده. ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن اسلامه كان اغراء ناجحا لكثير من القبائل ثم اسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك الى الاسلام فدخلت فيه أفواجا ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته، وبأسه، وحياته، لله ولدينه حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم: "أسد الله، وأسد رسوله".. وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها ورجع أبو سفيان مخلوع القلب، مطأطئ الرأس. وقد خلّف على أرض المعركة جثث سادة قريش، من أمثال أبي جهل وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وعشرات مثلهم من رجال قريش وما كانت قريش لتتجرّع هذه الهزيمة في سلام فراحت تعدّ عدّتها وتحشد بأسها، لتثأر لنفسها ولشرفها وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها، ومعها حلفاؤها من قبائل العرب، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى. وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه الى رجلين اثنين:الرسول صلى اله عليه وسلم، وحمزة رضي الله عنه ولقد اختاروا قبل الخروج، الرجل الذي وكلوا اليه أمر حمزة وهو عبد حبشي، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة كل دوره في المعركة أن يتصيّد حمزة ويصوّب اليه ضربة قاتلة من رمحه ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريّته كان الرجل عبدا لجبير بن مطعم وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير:اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها، وعمها، وأخاها، وابنها وقيل لها ان حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء، وأجهز على البعض الآخر ولقد لبثت أياما قبل الخروج للحرب، ولا عمل لها الا افراغ كل حقدها في صدر وحشي ورسم الدور الذي عليه أن يقوم به ولقد وعدته ان هو نجح في قال حمزة بأثمن ما تملك المرأة من متاع وزينة وجاءت غزوة أحد وتوسط حمزة أرض الموت والقتال، مرتديا لباس الحرب،وراح يصول ويجول، لا يريد رأسا الا قطعه بسيفه، ومضى يضرب في المشركين، وكأن المنايا طوع أمره، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم.وحتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل، ونزلوا الى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها، لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة وراح المسلمون يجمعون أنفسهم ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وأخذ يضرب عن يمينه وشماله ووحشيّ هناك يراقبه، ويتحيّن الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته. يقول وحشا :فلما التقى الانس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهدّ الناس بسيفه ما يقف امامه شيء، فوالله اني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة لأقتحمه اذ تقدّمني اليه سباع بن عبد العزى. فلما رآه حمزة صاح به:هلمّ اليّ يا بن مقطّعة البظرو.ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه عندئذ هززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه ونهض نحوي فغلب على امره ثم مات وأتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه، اذ لم يكن لي فيه حاجة، فقد قتلته لأعتق فلما قدمت مكة أعتقت ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فهربت الى الطائف فلما خرج وفد الطائف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم تعيّت عليّ المذاهب. وقلت : الحق بالشام أو اليمن أو سواها فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال لي رجل: ويحك! ان رسول الله، والله لا يقتل أحد من الناس يدخل دينه فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرني الا قائما أمامه أشهد شهادة الحق. فلما رآني قال: أوحشيّ أنت..؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: فحدّثني كيف قتلت حمزة، فحدّثته فلما فرغت من حديثي قال: ويحك.غيّب عني وجهك فكنت أتنكّب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله اليه فلما خرج المسلمون الى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة.فلما التقى الانس رأيت مسيلمة الكذاب قائما، في يده السيف،فتهيأت له، وهززت حربتي، حتى اذا رضيته منها دفعتها عليه فوقعت فيه.فان كنت قد قتلت بحربتي هذه خير الناس وهو حمزة فاني لأرجو أن يغفر الله لي اذ قتلت بها شرّ الناس مسيلمة هكذا سقط أسد الله ورسوله، شهيدا فلم يكتف أعداؤه بمقتله لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة وعندما عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على انجاز مهمته ومضغت هند بنت عتبة كبد حمزة راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها. ولكن الكبد استعصت على أنيابها، وأعجزتها أن تسيغها، فأخرجتها من فمها، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة:نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعرما كان عن عتبة لي من صبرولا أخي وعمّه وبكري شفيت نفسي وقضيت نذري أزاح وحشي غليل صدري وانتهت المعركة ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها وهناك في بطن الوادي وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم، وقدّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير. وقف فجأة.ونظر. فوجم وضغط على أسنانه فما كان يتصوّر قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيّد الشهداء وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر وقال وعيناه على جثمان عمّه: لن اصاب بمصلك أبدا وما وقفت موقفا قط أغيظ اليّ من موقفي هذا ثم التفت الى أصحابه وقال: لولا أن تحزن صفيّة أخت حمزة ويكون سنّه من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم فصاح أصحاب الرسول: والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم، مثلة لم يمثلها أحد من العرب وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من القاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة:(ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون.ان الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون) وفي لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد الشهداء المعركة جميعا وهكذا حمل جثمان حمزة الى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه واحتضنت دماءه فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم جيء بشهيد آخر، فصلى عليه الرسول ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثالث فوضع الى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول وهكذا والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة. وينصرف الرسول من المعركة الي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن، فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه:لكنّ حمزة لا بواكي له ويسمعها سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا اذا بكت النساء عمه، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن ولا يكاد الرسول يسمع بكاءهن حتى يخرج اليهن، ويقول :ما الى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء بعد اليوم لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا. وكان العزاء فيه مهمة صعبة بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله أجمل عزاء. ففي طريقه م أحد الى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها،وأخوها وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة فنعوا اليها الزوج..والأب ..والأخ.. واذا بها تسألهم في لهفة: وماذا فعل رسول الله قالوا: خيرا هو بحمد الله كما تحبين قالت: أرونيه، حتى أنظر اليه فلما رأته أقبلت نحوه تقول: كل مصيبة بعدك، أمرها يهون اللهم اعفو وارضى عنا واجمعنا معاهم بجنات الفردوس |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الأربعاء أغسطس 25, 2010 1:28 am | |
| ولسه معانا شخصيه انهاردة اغلبنا اول مرة نسمع عنها وهو سعيد بن عامر العظمة تحت الاسمال انه واحد من كبار الصحابة رضي الله عنهم، انه واحد من كبار الأتقياء الأخفياء ولعل من نافلة القول وتكراره أن ننوه بملازمته رسول الله في جميع مشاهده وغزواته أسلم سعيد قبل فتح خيبرومنذ عانق الاسلام وبايع الرسول، أعطاهما كل حياته، ووجوده ومصيره. فان عظمة هذا الرجل أكثر أصالة من أن تتبدى في أيّ من مظاهر البذخ والزخرف. أتعرفون اللؤلؤ المخبوء في جوف الصدف؟ انه شيء يشبه هذا عندما عزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب معاوية عن ولاية الشام، تلفت حواليه يبحث عن بديل يوليه مكانه. وأسلوب عمر في اختيار ولاته ومعاونيه، أسلوب يجمع أقصى غايات الحذر، والدقة، ذلك أنه كان يؤمن أن أي خطأ يرتكبه وال في أقصى الأرض سيسأل عنه الله اثنين: عمر أولا وصاحب الخطأ ثانيا والشام الحياة فيها قبل دخول الاسلام بقرون، تتقلب بين حضارات متساوقة وهي مركز هام لتجارة ومرتع رحيب للنعمة ولهذا هى درء اغراء. ولا يصلح لها في رأي عمر الا قديس تفر كل شياطين الاغراء أمام عزوفه والا زاهد، وصاح عمر: قد وجدته اليّ بسعيد بن عامر! وفيما بعد يجيء سعيد الى أمير المؤمنين ويعرض عليه ولاية حمص ولكن سعيد يعتذر ويقول: لا تفتنّي يا أمير المؤمنين فيصيح به عمر:والله لا أدعك.أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركوني واقتنع سعيد في لحظة، فقد كانت كلمات عمر حريّة بهذا الاقناع. خرج سعيد الى حمص ومعه زوجته،وكانا عروسين جديدين وكانت عروسه منذ طفولتها فائقة الجمال والنضرة. ولما استقرّا في حمص أرادت زوجته أن تستعمل حقها كزوجة في استثمار المال الذي زوده به عمر وأشارت عليه بأن يشتري ما يلزمهما من لباس لائق، ومتاع وأثاث ثم يدخر الباقي وقال لها سعيد: ألا أدلك على خير من هذا؟ نحن في بلاد تجارتها رابحة وسوقها رائجة، فلنعط المال م يتجر لنا فيه وينمّيه قالت: وان خسرت تجارته؟ قال سعيد: سأجعل ضمانا عليه! قالت: فنعم اذن.. وخرج سعيد فاشترى بعض ضروريات كعيشه المتقشف، ثم فرق جميع المال في الفقراء والمحتاجين ومرّت الأيام وبين الحين والحين تسأله زوجه عن تجارتهما وأيّان بلغت من الأرباح. ويجيبها سعيد: انها تجارة موفقة وان الارباح تنمو وتزيد. وذات يوم سألته نفس السؤال أمام قريب له كان يعرف حقيقة الأمر فابتسم. ثم ضحك ضحكة أوحت الى روع الزوجة بالشك والريب، فألحت عليه أن يصارحها الحديث، فقا لها: لقد تصدق بماله جكيعه من ذلك اليوم البعيد. فبكت زوجة سعيد، وآسفها أنها لم تذهب من هذا المال بطائل فلا هي ابتاعت لنفسها ما تريد، والا المال بقي ونظر اليها سعيد وقد زادتها دموعها الوديعة الآسية جمالا وروعة. وقبل أن ينال المشهد الفاتن من نفسه ضعفا، ألقى بصيرته نحو الجنة فرأى فيها أصحابه السابقين الراحلين فقال:لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله وما أحب أن أنحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها واذ خشي أن تدل عليه بجمالها، وكأنه يوجه الحديث الى نفسه معها: تعلمين أن في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان، ما لو أطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعا، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا فلأن أضحي بك من أجلهن، أحرى أولى من أن أضحي بهن من أجلك وأنهى حديثه كما بدأه، هادئا مبتسما راضيا وسكنت زوجته، وأدركت أنه لا شيء أفضل لهما من السير في طريق سعيد، وحمل النفس على محاكاته في زهده وتقواه كانت حمص أيامئذ توصف بأنها الكوفة الثانية وسبب هذا الوصف كثرة تمرّد أهلها واختلافهم على ولاتهم. ولما كانت الكوفة في العراق صاحبة السبق في هذا التمرد فقد أخذت حمص اسمها لما شابهتها وعلى الرغم من ولع الحمصيين بالتمرّد فقد هدى الله قلوبهم لعبده الصالح سعيد، فأحبوه وأطاعوه. ولقد سأله عمر يوما فقال:ان أهل الشام يحبونك فأجابه سعيد قائلا:لأني أعاونهم وأواسيهم بيد أن مهما يكن أهل حمص حب لسعيد، فلا مفرمن أن يكون هناك بعض التذمر والشكوى على الأقل لتثبت حمص أنها لا تزال المانفس القوي لكوفة العراق وتقدم البعض يشكون منه، وكانت شكوى مباركة فقد كشفت عن جانب من عظمة الرجل طلب عمر من الزمرة الشاكية أن تعدد نقاط شكواها، واحدة واحدة فنهض المتحدث بلسان هذه المجموعة وقال: نشكو منه أربعا:لا يخرج الينا حت يتعالى النهار ولايجيب أحدا بليل وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما الينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا، وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين وجلس الرجل:وأطرق عمر مليا، وابتهل الى الله همسا قال:اللهم اني أعرفه من خير عبادك اللهم لا تخيّب فيه فراستي ودعاه للدفاع عن نفسه، فقال سعيد: أما قولهم اني لا أخرج اليهم حتى يتعالى النهار فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب انه ليس لأهلي خادم، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه يختمر، ثم اخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج اليهم وتهلل وجه عمر وقال: الحمد لله والثانية؟ وتابع سعيد حديثه:وأما قولهم: لا أجيب أحدا بليل فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب اني جعلت النهار لهم،والليل لربي أما قولهم:ان لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما فليس لي خادم يغسل ثوبي وليس بي ثياب أبدّلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر أن يجف بعد حين وفي آخر النهار أخرج اليهم وأما قولهم:ان الغشية تأخذني بين الحين والحين فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة وقد بضعت قريش لحمه وحملوه على جذعه وهم يقولون له: أحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى؟ فيجيبهم قائلا: والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته وأنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها أرتجف خوفا من عذاب الله ويغشاني الذي يغشاني. وانتهت كلمات سعيد التي كانت تغادر شفتيه مبللة بدموعه الورعة الطاهرةولم يمالك عمر نفسه ونشوه فصاح من فرط حبوره:الحمد لله الذي لم يخيّب فراستي سعيد بن عامر كان عطاؤه وراتبه بحكم عمله ووظيفته ولكنه كان يأخذ منه ما يكفيه وزوجه ثم يوزع باقيه على بيوت أخرى فقيرة ولقد قيل له يوما: توسّع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك فأجاب قائلا: ولماذا أهلي وأصهاري؟ لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة وطالما كان يقال له: توسّع وأهل بيتك في النفقة وخذ من طيّبات الحياة ولكنه كان يجيب دائما، ويردد أبدا كلماته العظيمة هذه: ما أنا بالنتخلف عن الرعيل الأول، بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجمع الله عز وجل الناس للحساب، فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب فيقولون: ما كان لنا شيء نحاسب عليه فيقول الله: صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس وفي العام العشرين من الهجرة، لقي سعيد ربه أنقى ما يكون صفحة، وأتقى ما يكون قلبا، وأنضر ما يكون سيرة لقد طال شوقه الى الرعيل الأول الذي نذر حياته لحفظه وعهده، وتتبع خطاه أجل لقد طال شوقه الى رسوله ومعلمه والى رفاقه الأوّابين المتطهرين واليوم يلاقيهم قرير العين مطمئن النفس، خفيف الظهر سلام على سعيد بن عامر سلام عليه في محياه، وأخراه وسلام ثم سلام على سيرته وذكراه وسلام على الكرام البررة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم توفنا وانت راضى عنا |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الخميس أغسطس 26, 2010 10:25 am | |
| ولسه معانا شخصيه انهاردة عبدالله بن مسعود ( رضي الله عنه ) أول صادح بالقرآن قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم كان عبدالله بن مسعود قد آمن به وكان سادس ستة أسلموا واتبعوا الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام ولقد تحدث عن أول لقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كنت غلاما يافعا، أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر فقالا: يا غلام،هل عندك من لبن تسقينا؟ فقلت: اني مؤتمن، ولست ساقيكما فقال النبي عليه الصلاة والسلام: هل عندك من شاة حائل، لم ينز عليها الفحل؟ قلت: نعم فأتيتهما بها، فاعتلفها النبي ومسح الضرع ثم اتاه أبو بكر بصخرة متقعرة، فاحتلب فيها، فشرب أبو بكر ثم شربت ثم قال للضرع: اقلص، فقلص فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول. فقال: انك غلام معلم لقد انبهر عبدالله بن مسعود حين رأى عبدالله الصالح ورسوله الأمين يدعو ربه، ويمسح ضرعا لا عهد له باللبن بعد وما كان يدري يومها أنه انما يشاهد أهون المعجزات وأقلها شأنا، وأنه عما قريب سيشهد من هذا الرسول الكريم معجزات تهز الدنيا، وتلمؤها هدى ونور فيذهب وهو الذي لم يكن يجرؤ أن يمر بمجلس فيه أحد أشراف مكة الا مطرق الرأس يذهب بعد اسلامه الى مجمع الأشراف عند الكعبة، وكل سادات قريش وزعمائها هنالك جالسون فيقف على رؤوسهم. ويرفع صوته الحلو المثير بقرآن الله:بسم الله الرحمن الرحيم، الرحمن، علّم القرآن، خلق الانسان، علّمه البيان، الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان ثم يواصل قراءته. وزعماء قريش مدهوشون لا يصدقون أعينهم ولا آذانهم ولا يتصورون أن هذا الذي يتحدى بأسهم انما هو أجير واحد منهم، وراعي غنم لشريف من شرفائهم عبدالله بن مسعود الفقير المغمور الزبير رضي الله عنه يقول: كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، اذ اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا قالوا: ان نخشاهم عليك، انما نريد رجلا له عشيرته يمنعونه من القوم ان أرادوه قال: دعوني، فان الله سيمنعني.. فغدا ابن مسعود حتى اتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، فقام عند المقام ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم رافعا صوته الرحمن علم القرآن، ثم استقبلهم يقرؤها. فتأملوه قائلين: ما يقول ابن ام عبد؟؟ انه ليتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا اليه وجعلوا يضربون وجهه، وهو ماض في قراءته حتى بلغ منها ما شا الله أن يبلغ ثم عاد الى أصحابه مصابا في وجهه وجسده، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك فقال: ما كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينّهم بمثلها غدا.. قالوا: حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون لم تكن العين لتقع عليه في زحام الحياة بل ولا بعيدا عن الزحام فلا مكان له بين الذين أوتوا بسطة من المال، ولا بين الذين أوتوا بسطة في الجسم، ولا بين الذين أوتوا حظا من الجاه ولكن الاسلام يمنحه مكان الفقر نصيبا رابيا وحظوظا وافية من خزائن كسرى وكنوز ولقد صدقت فيه نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام يوم قال له: انك غلام معلّم فقد علمه ربه، حتى صار فقيه الأمة، وعميد حفظة القرآن جميعا. يقول على نفسه: أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه زسلم سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد ولكأنما أراد الله مثوبته حين خاطر بحياته في سبيل ان يجهر بالقرآن ويذيعه في كل مكان بمكة أثناء سنوات الاضطهاد والعذاب فأعطاه سبحانه موهبة الأداء الرائع في تلاوته، والفهم السديد في ادراك معانيه ولقد كان رسول الله يوصي أصحابه أن يقتدوا بابن مسعود فيقول: تمسّكوا بعهد ابن أم عبد ويوصيهم بأن يحاكوا قراءته،ويتعلموا منه كيف يتلو القرآن. يقول عليه السلام: من أحب أن يسمع القرآن عصّا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد من أحب أن يقرأ القرآن غصا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ولطالما كان يطيب لرسول الله عليه السلام أن يستمع للقرآن من فم ابن مسعود دعاه يوما الرسول وقال له: اقرأ عليّ يا عبد الله قال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل يا رسول الله فقال له الرسول: "اني أحب أن أسمعه من غيري".. فأخذ ابن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى وصل الى قوله تعالى: فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) فغلب البكاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاضت عيناه بالدموع، وأشار بيده الى ابن مسعود: أن حسبك حسبك يا ابن مسعود وتحدث هو بنعمة الله فقال: والله ما نزل من القرآن شيء الا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، ولو أعلم أحدا تمتطى اليه الابل أعلم مني بكتاب الله لأتيته وما أنا بخيركم يقول عنه حذيفة: ما رأيت أحدا أشبه برسول الله في هديه ودلّه وسمته من ابن مسعود ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن ام عبد لأقربهم الى الله زلفى واجتمع نفر من الصحابة يوما عند علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه فقالوا له: يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خلقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة، ولا أشد ورعا من عبدالله بن مسعود قال علي: نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم قالوا: نعم قال: اللهم اني أشهدك اللهم اني أقول مثل ما قالو أو أفضل لقد قرأ القرآن فأحلّ حلاله، وحرّم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة وكان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يتحدثون عن عبدالله بن مسعود فيقولون: ان كان ليؤذن له اذا حججنا، ويشهد اذا غبنا يقول أبو موسى الشعري رضي الله عنه: لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام، وما أرى الا ابن مسعود من أهله ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبّه حبا عظيما، وكان يحب فيه ورعه وفطنته، وعظمة نفسه حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: لو كنت مؤمّرا أحدا دون شورى المسلمين، لأمّرت ابن أم عبد وهذا الحب، وهذه الثقة أهلاه لأن يكون شديد لقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطي ما لم يعط أحد غيره حين قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: اذنك عليّ أن ترفع الحجاب فكان هذا ايذانا بحقه في أن يطرق باب الرسول عليه أفضل السلام في أي وقت يشاء من ليل أو نهار ولقد كان ابن مسعود أهلا لهذه المزيّة فعلى الرغم من أن الخلطة الدانية على هذا النحو، من شأنها أن ترفع الكلفة، فان ابن مسعود لم يزدد بها الا خشوعا، واجلالا، وأدبا فعلى الرغم من ندرة تحدثه عن الرسول عليه السلام بعد وفاته نجده اذا حرّك شفتيه ليقول: سمعت رسول الله يحدث ويقول: سمعت رسول الله يحدث ويقول تأخذه الرّعدة الشديدة ويبدو عليه الاضطراب والقلق، خشية أن ينسى فيضع حرفا مكان حرف يقول عمرو بن ميمون: اختلفت الى عبدالله بن مسعود سنة، ما سمعه يتحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدّر عن جبهته، ثم قال مستدركا قريبا من هذا قال الرسول ويقول علقمة بن قيس: كان عبدالله بن مسعود يقوم عشيّة كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة فنظرت اليه وهو معتمد على عصا، فاذا عصاه ترتجف، وتتزعزع لم يكن يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ولا في حضر وكان له يوم بدر شأن مذكور مع أب جهل الذي حصدته سيوف المسلمين في ذلك اليوم الجليل وعرف خلفاء الرسول وأصحابه له قدره فولاه أمير المؤمنين عمر على بيت المال في الكوفة. وقال لأهلها حين أرسله اليهم: اني والله الذي لا اله الا هو، قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا ولقد أحبه أهل الكوفة حبا جما واجماع أهل الكوفة على حب انسان، أمر يشبه المعجزات ذلك أنهم أهل تمرّد ثورة لا يصبرون على طعام واحدولا يطيقون الهدوء والسلام ولقد بلغ من حبهم اياه أن أطاحوا به حين أراد الخليفةعثمان رضي الله عنه عزله عن الكوفة وقالوا له: أقم معنا ولا تخرج، ونحن نمنعك أن يصل اليك شيء تكرهه منه ولكن ابن مسعود أجابهم بكلمات تصوّر عظمة نفسه وتقاه، اذ قال لهم: ان له عليّ الطاعة، وانها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن يكون أول من يفتح أبوابها ان هذا الموقف الجليل الورع يصلنا بموقف ابن مسعود من الخليفةعثمان فلقد حدث بينهما حوار وخلاف تفاقما حتى حجب عن عبدالله راتبه ومعاشه من بيت الامل ومع ذلك لم يقل في عثمان رضي الله عنه كلمة سوء واحدة وحين ترامى الى مسمعه محاولات اغتيال عثمان، قال كلمته المأثورة: لئن قتلوه، لا يستخلفون بعده مثله ولقد آتاه الله الحكمة مثلما أعطاه التقوى. وكان يملك القدرة على رؤية الأعماق، والتعبير عنها في أناقة وسداد لنستمع له وهو يلخص حياة عمر العظيمة في تركيزباهر فيقول: كان اسلامه فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت امارته رحمة. ويتحدث عما نسميه اليوم نسبية الزمان فيقول: ان ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات والأرض من نور وجهه ويتحدث عن العمل وأهميته في رفع المستوى الأدبي لصاحبه فيقول: اني لأمقت الرجل، اذ أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة ومن كلماته الجامعة: خير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى وشر العمى عمى القلب وأعظم الخطايا الكذب وشرّ المكاسب الربا وشرّ المأكل مال اليتيم ومن يعف الله عنه، ومن يغفر الله له هذا هو الرجل الذي كان جسمه في حجم العصفور نحيف، قصير، يكاد الجالس يوازيه طولا وهو قائم له ساقان ناحلتان دقيقتان صعد بهما يوما أعلى شجرة يجتني منها أراكا لرسول اله صلى الله عليه وسلم فرأى أصحاب النبي دقتهما فضحكوا، فقال عليه الصلاة والسلام: تضحكون من ساقيْ ابن مسعود، لهما أثقل في الميزان عند الله من جبل أحد ولقد حظي من توفيق الله ومن نعمته ما جعله أحد العشرة الأوائل بين أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تكن له من أمانيّ الحياة سوى أمنية واحدة كان يأخذه الحنين اليها فيرددها، ويتغنى بها، ويتمنى لو أنه أدركها ولنصغ اليه يحدثنا بكلماته عنها: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فأتبعتها أنظر اليها، فاذا رسول الله، وأبوبكر وعمر، واذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات واذا هم قد حفروا له، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبو بكر وعمر يدليانه اليه، والرسول يقول: ادنيا اليّ أخاكما فدلياه اليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم اني أمسيت عنه راضيا فارض عنه فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة تلك أمنيته الوحيد التي كان يرجوها في دنياه. |
|
| |
???? زائر
| موضوع: رد: رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام السبت أغسطس 28, 2010 10:37 am | |
| ولسه معانا شخصيه انهاردة عمّار بن ياسر رضى الله عنه رجل من الجنة الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لهم قال: صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنه خرج ياسر والد عمّار من بلده في اليمن يبحث أخا له وفي مكة طاب له المقام فاستوطنها محالفا أبا حذيفة بن المغيرة وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا ولقد كانت قريش تتربّص بالمؤمنين الدوائر فان كانوا ممن لهم في قومهم شرف ومنعة، تولوهم بالوعيد والتهديد، ويلقى أبو جهل المؤمن منهم فيقول له: تركت دين آبائك وهم خير منك لنسفّهنّ حلمك، ولنضعنّ شرفك، ولنكسدنّ تجارتك، ولنهلكنّ مالك ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية. وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائها، ولقد كان آل ياسر من هذا الفريق. ووكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا ياسر، سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا ولقد كان نصيب سمية من ذلك العذاب فادحا رهيبا. كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبونولم يكن يملك من أسباب المقاومة فالدين الجديد، ملة ابراهيم حنيفا، الدين الذي يرفع محمد لواءه ليس حركة اصلاح عابرة وانما هو نهج حياة للبشرية المؤمنة ولا بد للبشربة المؤمنة هذه أن ترث مع الدين تاريخه بكل تاريخه وبطولاته، وتضحياته ومخاطراته ولقد أضاء القرآن الكريم هذا المعنى للمسلمين في أكثر من آية فهو يقول: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا، وهم لا يفتنون) (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ويعلم الصابرين) أجل هكذا علم القرآن حملته وأبناءه أن التضحية جوهر الايمان وأن مقاومة التحديّات الغاشمة الظالمة بالثبات وبالصبر وبالاصرار انما تشكّل أبهى فضائل الايمان وأروعها ولقد كانت سميّة وكان ياسر وكان عمّار من هذه الثلة المباركة العظيمة التي اهتارتها مقادير الاسلام لتصوغ من تضحياتها وثباتها واصراراها وثيقة عظمته وخلوده قلنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم الى أسرة ياسر، محيّيا صمودها، وبطولتها وكان قلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به. وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار: يا رسول الله لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ فناداه الرسول:صبرا أبا اليقظان صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة فيقول عمرو بن الحكم: كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول". ويقول عمرو بن ميمون: أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به، ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار، كما كنت بردا وسلاما على ابراهيم ولم يشعر عمار بالهلاك حقا، الا في ذلك اليوم الذي استنجد فيه جلادوه بكل عبقريتهم في الجريمة والبغي فمن الكي بالنار الى صلبه على الرمضاء المستعرة تحت الحجارة الملتهبة الى غطّه في الماء حتى تختنق أنفسه، وتتسلخ قروحه وجروحه في ذلك اليوم اذ فقد وعيه تحت وطأة هذا العول فقالوا له:أذكر آلهتنا بخير وأخذوا يقولون له وهو يردد وراءهم القول في غير شعور في لك اليوم، وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه، تذكّر ما قاله فطار صوابه، وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا، وهاتفا به: انهض أيها البطل لا تثريب عليك ولا حرج ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي فجعل يمسح دموعه بيده ويقول له: أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا وكذا.؟ أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم: ان عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا ثم تلا عليه الآية الكريمة: (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) واستردّ عمّار سكينة نفسه، ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما، ولم يعد يلقي له وبالا وصمد عمّار حتى حل الاعياء بجلاديه، وارتدّوا أمام اصراره صاغرين استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم اليها، وأخذ المجتمع الاسلامي هناك يتشكّل سريعا، ويستكمل نفسه ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عليّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا، ويباهي أصحابه بايمانه وهديه يقول عنه صلى الله عليه وسلم: ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد، قال رسول الله: من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه وطامعا في صفحه الجميل وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها ارتجز الامام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه فيقولون: لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ما لهم ولعمّار؟ يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي كان عمار لقد كال الله له نعمته وهداه بالمكيال الأوفى وبلف في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكّي ايمانه، ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول: اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمّار ولقد وصفه الرواة فقالوا: كان طوّالا، أشهل، رحب ما بين المنكبين من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاما ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى، واصل العملاق زحفه ففي لقاء المسلمين مع الفرس، ومع الروم، ومن قبل ذلك في لقائهم مع جيوش الردّة الجرّراة كان عمّار هناك في الصفوف الأولى دوما جنديا باسلا أمينا، لا تنبو لسيفه ضربة ومؤمنا ورعا جليلا، لا تأخذه عن الله رغبة. وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يختار مصيره، كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر وكتب الى أهل الكوفه كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال: اني بعثت اليكم عمّار بن ياسر أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وانهما من النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا يقول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة: رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره ويقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة: يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه:خير أذنيّ سببت لقد أصيبت في سبيل الله أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة، وكان يوما من أيام عمّار المجيدة واذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام المقذوفة يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:رايت عمّار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرّون؟ أنا عمّار بن ياسر، هلموا اليّ فنظرت اليه، فاذا أذنه مقطوعة تتأرجح وهو يقاتل أشد القتال ألا من كان في شك من عظمة محمد الرسول الصادق، والمعلم الكامل فليقف أمام هذه النماذج من أتباعه وأصحابه، وليسأل نفسه: هل يقدر على انجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم، ومعلم عظيم؟؟ كان الحذيفة بن اليمان الخبير بلغة السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله، ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له :بمن تأمرنا، اذا اختلف الناس فأجابهم حذيفة وهو يلقي بآخر كلماته: عليكم بابن سميّة فانه لن يفارق الحق حتى يموت كان ذلك اثر استقرار المسلمين في المدينة، وقد نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار شعثا لربهم وغبرا بنون بيته ويقيمون مسجده قد امتلأت أفئدتهم المؤمنة غبطة، وتألقت بشرا وابتهلت حمدا لربها وشكرا وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها الى مستقرّها ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله، فيأخذه اليه حنان عظيم، ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسى رأسه، ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله، ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا: ويح ابن سميّة تقتله الفئة الباغية وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته، فيظن بعض اخوانه أنه قد مات، فيذهب ينعاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة: ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية لقد أصغى عمّار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم ولكنه لم يروّع فهو منذ أسلم، وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار ومضت الأيام والأعوام وبعد وفاه الرسول وحين حدث الخلاف على الخلافه بين معاويه وعلى ترى أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: واهتدوا بهدي عمّار أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عادى عمّارا عاداه الله لقد وقف الى جوار عليّ ابن أبي طالب لا متحيّزا ولا متعصبا بل مذعنا للحق وحافظا للعهد فعليّ خليفة المسلمين وصاحب البيعة بالامامة ولقد أخذ الخلافة وهو لها أهل وبها جدير وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يمئذ مثله وازداد ايمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه وجاء يوم صفين الرهيب وخرج الامام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه وخرج معه عمار كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعينولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين كان الرجل الدائم الصمت، القليل الكلام، لا يكاد يحرّك شفتيه حين يحرّكهما الا بهذه الضراعة:عائذ بالله من فتنة ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا: ايها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم وما كان لهؤلاء سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم، ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق وانهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان وما يريدون الا أن يكونوا جبابرة وملوكا ثم أخذ الراية بيده، ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة، وصاح في الناس قائلا:والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهأنذا أقاتل بها اليوم والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق، وأنهم على الباطل يقول أبو عبدالرحمن السلمي: كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول، يؤمن أنه واحد من شهدائها وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبرة:تقتل عمّار الفئة الباغية من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة: اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما: لقد ضربناكم على تنزيله واليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقليه ويذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق الى سبيله ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمّار ما استطاعوا حتى لا تقتله سيفهم فيتبيّن للناس أنهم الفئة الباغية بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد أفقدتهم صوابهم فأخذ بعض جنود معاوية يتحيّنون الفرصة لاصابته حتى اذا تمكّنوا منه أصابوه شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد وهم يبنون المسجد بالمدينة وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية انها الفئة التي قتلت عمّارا وما قتله الا فئة معاوية وازداد أصحاب عليّ بهذا ايمانا أما فريق معاوية فقد بدأ الشك يغز قلوبهم وتهيأ بعضهم للتمرد والانضمام الى عليّ ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا:انما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاؤا به الى القتال أمّا عمّار، فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه ثم دفنه في ثيابه وأقبل بعض الأصحاب على بعضهم يتساءلون قال أحدهم لصاحبه: أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينة ونحن جالسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفجأة تهلل وجهه وقال: اشتاقت الجنة لعمّار قال له صاحبه نعم ولقد ذكر يومها آخرين منهم علي وسلمان وبلال اذن فالجنة كانت مشتاقة لعمّار فقد طال شوقها اليه وهو يستمهلها حتى يؤدي كل تبعاته، وينجز آخر واجباته ولقد أدّاها في ذمّة، وأنجزها فما جزاء الاحسان الا الاحسان وهكذا ألقى رمحه ومضى |
|
| |
???? زائر
| |
| |
???? زائر
| |
| |
| رجــال حول الرسول - 30 يوما سوف نعيشهم مع صحابه أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام | |
|