تـــــــــــــــــابع
تاسعاً...
سورة التَّوبَة 9/114
سبب التسمية :
سميت هذه السورة " سورة التوبة " ِلمَا فيها من توبة الله على النبي
والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد
يزيغ قلوب فريق منهم وعلى الثلاثة الذين خُلفوا في غزوة تبوك .
التعريف بالسورة :
1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .
2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.
3) عدد آياتها 129 آية .
4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .
5) نزلت بعد سورة " المائدة " .
6) السورة لم تبدأ بالبسم الله و يطلق عليها سورة براءة وقد نزلت
عام 9هـ ونزلت بعد غزوة تبوك .
7) الجزء " 11 " ، الحزب " 19،20،21 " الربع " 1،2،3 " .
محور مواضيع السورة :
هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع
وهي من أواخر ما نزل على رسول الله فقد روى البخاري عن البراء
بن عازب : أن آخر سورة نزلت سورة براءة وروى الحافظ ابن كثير
أن أول هذه السورة نزلت على رسول الله عند مَرْجِعِهِ من غزوة تبوك
وبعث أبا بكر الصديق أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم
فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مُبَلِّغَا عن رسول الله ما فيها
من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وهي السنة التي خرج فيها
رسول الله لغزو الروم واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت
في حر شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت
ابتلاء لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين
المنافقين ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى
هما أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب .
ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم .
سبب نزول السورة :
1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في شوال
فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .
2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا
عن رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن
والظلال مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا
بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا
أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من
هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون
أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا
أعذرهم حتى أؤمر بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين،
فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم
فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا
وطهرنا واستغفر لنا ؛ فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله
عز وجل " خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .
3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره
بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوئنا
ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام
ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل ردا على العباس
"مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية .
4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن
أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى
" وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية .
فضل السورة :
1) عن ابن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَمْ تكتب
في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال :لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان
وبراءة نزلت بالسيف .
2) عن محمد بن اسحاق قال : كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما
كشفت من سرائر الناس .
عاشراً ... سوره يونس
11
سورة هُود 11/114
سبب التسمية :
سُميت السورة الكريمة بسورة " هود " تخليدا لجهود نبي الله هود في
الدعوة إلى الله فقد أرسله الله تعالى إلى قوم " عاد " العتاة المتجبرين
الذين اغتروا بقوة أجسامهم وقالوا من أشد منا قوة فأهلكهم الله بالريح
الصرصر العاتية .
التعريف بالسورة :
1) مكية ماعدا الآيات 12 ، 17 ، 114 " فمدنية .
2) من المئين.
3) عدد آياتها . " 123 " .
4) ترتيبها الحادية عشرة بين سور المصحف .
5) نزلت بعد سورة " يونس " .
6) الجزء " 12 " ، بدأت بحروف مقطعة " الر " ختمت السورة ببيان
الحكمة لقصص الأنبياء .
7) الحزب " 23 ،24 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .
محور مواضيع السورة :
سورة هود مكية وهي تعني بأصول العقيدة الاسلامية التوحيد
والرسالة والبعث والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية
للنبي على ما يلقاه من أذى المشركين لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة
التي مرَّتْ عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات
تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء
ليتأسي بهم في الصبر والثبات .
سبب نزول السورة :
1) نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر يلقى
رسول الله بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره وقال الكلبي كان يجالس
النبي يظهر له أمرا يُسِرّهُ ويُضْمِر في قلبه خِلافَ مَا يُظْهِر فَأنزلَ اللهُ
تَعَالى : "ألا إنَّهُم يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يقول يُكِنَّونَِ مَا فِي صُدُورِهِم مِن العَدَاوةِ لمحمد .
2) عن عبد اللهقال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني عالجت امرأة
في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض في
ما شئت قال فقال عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي
فانطلق الرجل فاتبعه رجلا ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال رجل يا رسول
الله هذا له خاصة قال لا بل للناس كافة رواه مسلم عن يحيي ورواه البخاري
من طريق يزيد بن زريع .
3) عن أبي اليسر بن عمر قال أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي في بعث
فقالت بعني بدرهم تمرا قال فأعجبتني فقلت إن بالبيت تمرا هو أطيب من
هذا فالحقيني فغمزتها وقبلتها فاتيت النبي فقصصت عليه الأمر فقال خنت
رجلا غازيا في سبيل الله في أهله وبهذا وأطرق عني فظننت أني من أهل
النار وأن الله لا يغفر لي أبدا وأنزل الله تعالى " أقِمْ الصلاةَ طَرَفَي
النَّهَارِ " الآية فأرسل إليَّ النبي فتلاها عليَّ .
فضل السورة :
1) عن أبي بكر الصديق قال : قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب
قال : " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت " .
2) عن أبي علي السري قال " رأيت النبي فقلت يا رسول الله رُوِيَ عنك
أنك قلت شيبتني هود ؟ قال نعم فقلت :ما الذي شيبك فيه قصص الانبياء
وهلاك الأمم ؟ قال: لا ولكن قوله " فاستقم كما أُمِرْتَ "
سورة يُوسُف 12/114
سبب التسمية :
سميت بسورة يوسف لأنها ذكرت قصة نبي الله يوسف كاملة دون غيرها
من سور القران الكريم .
التعريف بالسورة :
1) مكية . ماعدا الآيات " 1،2،3،7 " فمدنية .
2)من المئين .
3) عدد آياتها .111 آية .
4) هي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور المصحف .
5) نزلت بعد سورة " هود ".
6) بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكر اسم نبي الله يوسف
اكثر من 25 مرة .
7)الجزء " 13 ، الحزب " 24،25 " ، الربع " 1،2،3 " .
محور مواضيع السورة :
سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الانبياء وقد أفردت
الحديث عن قصة نبي الله " يوسف بن يعقوب " وما لاقاه من أنواع البلاء
ومن ضروب المحن والشدائد من اخوته ومن الآخرين في بيت عزيز مصر وفي
السجن وفي تآمر النسوة حتى نَجَّاهُ الله من ذلك الضيق والمقصود بها تسلية
النبي بما مر عليه من الكرب والشدة وما لاقاه من أذى القريب والبعيد .
سبب نزول السورة :
1) عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل " نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " قَالَ : أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ الله فتلاه عليهم زمانا
فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى "الر تِلكَ آياتُ الكتابِ
المبينِ " إلى قوله " نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " الآية فَتَلاهُ عليهم زمانا
فقالوا : يا رسول الله لو حدثنا فأنزل الله تعالى " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا
مُتَشَابِهًا " قال كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن .
2) قال عون بن عبد الله ملَّ أصحاب رسول الله فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل
الله تعالى الله " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا" الآية قال : ثم أنَّهم مَلُّوا ملة أخرى
فقالوا : يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله
تعالى " نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " فأرادوا الحديث فدَلَّهم على أحسن
الحديث وأرادوا القصص فَدلَّهم على أحسن القصص .
فضل السورة :
1) عن مصعب بن عمير لمَّا قَدِمَ المدينة يُعَلِّم الناس القرآن بعث إليهم عمرو بن الجموح
ما هذا الذي جئتمونا به؟ فقالوا إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن ، قال :نعم فواعدهم
يوما فجاء فقرأ عليه القران " الر تلك آيات الكتاب المبين إنَّا أنزلناه قرانا عربيا
لعلكم تعقلون " .
2) عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف .
3) قال خالد بن معدان : سورة يوسف ومريم مما يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة .
4) قال عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها
13
سورة الْرَّعْدُ 13/114
سبب التسمية :
سُميت " سورة الرعد "لتلك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى
فيها قدرة الله وسلطانه فالماء جعله الله سبب الحياة و أنزله بقدرته
من السحاب والسحاب جمع الله فيه بين الرحمة والعذاب فهو يحمل المطر
ويحمل الصواعق وفي الماء الإحياء وفي الصواعق الإفناء وجمع النقيضين
من العجائب كما قال القائل جمع النقيضين من أسرار قدرته هذا السحاب
به ماء و به نار فما أَجَلّ وأعظم قدرة الله .
التعريف بالسورة :
1) مدنية .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .43 آية .
4)ترتيبها الثالثة عشرة .
5 )نزلت بعد سورة " محمد ".
6) تبدأ بحروف مقطعة " المر " ،ا لسورة بها سجدة في الآية 15 ،
الجزء " 13 " .
7)الحزب " 25 ، 26 " ، الربع " 3،4،5،6 " .
محور مواضيع السورة :
سورة الرعد من السور المدنية التي تتناول المقاصد الأساسية للسور
المدنية من تقرير الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ودفع الشُبَهِ التي
يثيرها المشركون .
سبب نزول السورة :
عن أنس بن مالك أن رسول الله فأخبره وقال : وقد أخبرتك أنه أعتى
من ذلك فقال لي: كذا وكذا فقال : ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه
فعاد عليه مثل ذلك الكلام فرجع إلى النبي فأخبره فقال: ارجع إليه
الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال
رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله
تعالى (وَيُرْسِلُ الصَوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ
وَهُوَ شَدِيدُ المِحَال) وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج
وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل واربد بن
ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله فقال رجل من اصحابه : يا رسول
الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك فقال : دعه فإن يرد الله به خيرا بهذه ،
فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد مالي إن أسلمت قال : لك ما للمسلمين
وعليك ما عليهم قال: تجعل لي الأمر بعدك ،قال: لا ليس ذلك أي إنما ذلك إلى
الله يجعله حيث يشاء ،قال :فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ،قال: لا ،
قال : فماذا تجعل لي ؟ قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها ،قال :أو ليس
ذلك إلى اليوم ؟وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه
واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله ويراجعه فدار أربد خلف النبي فاخترط
من سيفه شبرا ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ اليه فالتفت
رسول الله فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال اللهم اكفنيهما بما شئت فارسل الله
تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هاربا وقال
يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملانَّها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا فقال
رسول الله :يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر
بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول واللات لئن أسحر
محمد إلى وصاحبه يعني ملك الموت لانفذتهما برمحي فلما رأى الله تعالى منه
أرسل ملكا فلطمه بجناحيه فادراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت
كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت
السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة سَوَاءً مِنْكُمْ مَنْ
أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ حَتَّى بَلَغَ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرينَ إلا فِي ضلاَلٍ) .
2) قال أهل التفسير نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول
الله :اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف
الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت
الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وقال ابن عباس في رواية
الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا
الرَّحْمَنُ أنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنَا )الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قل لهم الرحمن
الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو .
3) عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قال سمعت الزبير بن
العوام يقول قالت قريش للنبي تزعم أنك نبي يوحي إليك وأن سليمان سخر
له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله
تعالى ان يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث ومزارع
نأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله تعالى أن
يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف
فإنك تزعم إنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذا نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال :
والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا
في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب
الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه
أحد من العالمين فنزلت( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كَذَّبَ بِهَا الأولون )ونزلت
(وَلَو أَنْ قُرْأنًا سُيَّرتْ بِهِ الجِبالُ )الآية
سورة إِبْرَاهِيم 14/114
سبب التسمية :
سُميت السورة الكريمة " سورة إبراهيم " تخليداً لمآثر أبو الأنبياء وإمام
الحنفاء إبراهيم عليه السلام الذي حطم الأصنام وحمل راية التوحيد وجاء
بالحنيفية السمحة ودين الإسلام الذي بُعِثَ به خاتم المرسلين وقد قصّ علينا
القرآن الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق وكلها
دعوات إلى الإيمان والتوحيد .
التعريف بالسورة :
1) مكية . ماعدا الآيتان " 28 ، 29 " فمدنيتان .
2) من المثاني.
3) عدد آياتها .52 .
4) ترتيبها الرابعة عشرة .
5)نزلت بعد سورة " نوح ".
6) بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكرت السورة قصة سيدنا إبراهيم .
7)الجزء " 13 ، الحزب " 26 ، الربع " 6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
تناولت السور الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة " الإيمان بالله
والإيمان بالرسالة والإيمان بالبعث والجزاء " ويكاد يكون محور السورة
الرئيسي الرسالة والرسول فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل
وبيَّنَتْ وظيفة الرسول ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية فالأنبياء
صلوات الله عليهم أجمعين جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله
الحق الذي تعنو له الوجوه وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور فدعوتهم
واحدة وهدفهم واحد وإن كان بينهم اختلاف في الفروع .
سورة الحِجْر 15/114
سبب التسمية :
سُميت السورة الكريمة " سورة الحجر " لأن الله تعالى ذكر ما حدث لقوم
صالح وهم قبيلة ثمود وديارهم بالحجر بين المدينة والشام فقد كانوا
أشداء ينحتون الجبال ليسكنوها وكأنهم مخلدون في هذه الحياة
لا يعتريهم موت ولا فناء فبينما هم آمنون مطمئنون جاءتهم صيحة
العذاب في وقت الصباح .
التعريف بالسورة :
. 1) مكية ماعدا الآية 87 فمدنية .
2)من المثاني .
3) عدد آياتها .99 آية .
4) ترتيبها الخامسة عشرة .
5) نزلت بعد سورة " يوسف " .
6) تبدأ بحروف مقطعة " الر " .
7)الجزء " 14 " ، الحزب " 27 " ، الربع " 1 ، 2 " .
محور مواضيع السورة :
يدور محور السورة حول مصارع الطغاة والمكذبين لرسل الله في
شتى الأزمان والعصور ولهذا ابتدأت السورة بالإنذار والتهديد ملفعا
بظل من التهويل والوعيد " رُبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسْلِمين
* ذَرْهُم يَأْكُلوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهمُ الأملُ فسَوفَ يَعلمُون ".
سبب نزول السورة :
1) عن ابن عباس قال : كانت تصلي خلف النبي امرأة حسناء في
أخر النساء وكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها وكان
بعضهم يتأخر في الصف الأخر فإذا ركع قال هكذا ونظر من تحت
إبطه فنزلت " وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأخِرِينَ
" وقال الربيع بن أنس : حَرَّضَ رسول الله على الصف الأول في الصلاة
فازدحم الناس عليه وكان بنو عذرة دورهم قاصية عن المسجد فقالوا
نبيع دورنا ونشتري دورا قريبة للمسجد فأنزل الله تعالى هذه الآية .
2) عن كثير النوا قال :قلت لأبي جعفر أن فلانا حدثني عن علي بن
الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي " وَنَزَعْنَا مَا فِي
صُدُورِهِمْ مِن غِلٍّ إِخْوَانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ " قال : والله إنها لفيهم نزلت
وفيهم نزلت الآية قلت وأي غِلّ هو؟ قال: غل الجاهلية أن بني تميم
وعدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم
وأجابوا أخذ أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيضمح بها
خاصرة أبي بكرفنزلت هذه الآية .
3) روى ابن المبارك بإسناده عن رجل من أصحاب النبي أنه قال :طلع علينا
رسول الله من الباب الذي دخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال لا: أراكم
تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال :إني
لمَّا خرجت جاء جبريل عليه السلام : فقال :يا محمد يقول الله تعالى
:لِمَ تُقَنِّط عبادي " نَبِّأْ عِبَادي أنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيم ".
16
سورة الْنَّحْل 16/114سبب التسمية :
سميت هذه السورة الكريمة " سورة النحل " لاشتمالها على تلك العبرة البليغة
التي تشير إلى عجيب صنع الخالق وتدل على الألوهية بهذا الصنع العجيب .
التعريف بالسورة :
1) مكية .ماعدا من الآية 126إلى الآية 128 " فمدنية .
2) من المئين .
3)آياتها 128 آية .
4) ترتيبها السادسة عشرة .
5) نزلت بعد سورة الكهف .
6) بدأت السورة بفعل ماضي " أتى " ، السورة بها سجدة في الآية رقم 50.
7) الجزء " 14 " ، الحزب " 27 ، 28 " ، الربع " 3،4،5،6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
سورة النحل من السور المكية التي تعالج موضوعات العقيدة الكبرى
الالوهية والوحي والبعث والنشور وإلى جانب ذلك تتحدث عن دلائل
القدرة والوحدانية في ذلك العالم الفسيح في السموات والارض والبحار
والجبال والسهول والوديان والماء الهاطل والنبات النامي والفلك التي
تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل
إلى آخر تلك المشاهد التي يراها الانسان في حياته ويدركها بسمعه
وبصره وهي صور حية مشاهدة دالة على وحدانية الله جل وعلا وناطقة
بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات .
سبب نزول السورة :
1) قال ابن عباس : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى " اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ
" قال الكفار : بعضهم لبعض إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا
عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن فلما رأوا أنه لا ينزل
شئ قالوا ما نرى شيئا فأنزل الله تعالى " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ
فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ " فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الايام
قالوا : يا محمد ما نرى شيئا مما تُخَوِّفنا به فأنزل الله تعالى " أَتَى
أمرُ اللهِ " فَوَثَبَ النبيُّ ورفع الناس رؤوسهم فنزل "فَلا تَسْتَعْجِلُوه "
فَاطْمَأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله : بعثت أنا والساعة كهاتين
وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني وقال الآخرون الأمر ها هنا العذاب بالسيف
وهذا جواب للنضر بن الحارث حين قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
فأمطر علينا حجارة من السماء يستعجل العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية .
2) نزلت الآية في أُبيّ بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله
فقال يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمم نظير هذه الآية قوله تعالى
في سورة "يس" أَو لَمْ يَرَ الإنسانُ أنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُطْفَةٍ فَإذا هُوَ خَصيمٌ مُبين
" إلى أخر السورة نازلة في هذه القصة " .
3) نزلت في اصحاب النبي بمكة بلال وصهيب وخباب وعامر وجندل بن صهيب
أخذهم المشركون بمكة فعذَّبوهم وآذوهم فبوَّأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة