وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آل عمران:103].
قال ابن كثير في تفسير الآية : وَقَوْله {وَلَا تَفَرَّقُوا}، أَمَرَهُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنْ التَّفْرِقَة.
وَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث الْمُتَعَدِّدَة بِالنَّهْيِ عَنْ التَّفَرُّق وَالْأَمْر بِالِاجْتِمَاعِ وَالِائْتِلَاف، كَمَا فِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث سُهَيْل بْن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِنَّ اللَّه يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَط لَكُمْ ثَلَاثًا يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّه أَمْرَكُمْ وَيَسْخَط لَكُمْ ثَلَاثًا : قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَة السُّؤَال وَإِضَاعَة الْمَال » أ هـ من تفسير ابن كثير.
الأحداث التي سبقت وتلت مباراة العبث بين منتخبي الجزائر ومصر، كانت سبباً في الوقوع فيما يسخط الرب جل وعلا كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم المبين في شرح الآيات « إِنَّ اللَّه يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَط لَكُمْ ثَلَاثًا يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ... » الحديث .
هذه الأعمال التخريبية وإشاعة الضغينة والحقد في قلوب المؤمنين، وما أصاب بعض ضعاف القلوب من الشعبين من سكتات قلبية نتيجة الهزيمة أو قتل وحوادث طرق بسبب الفرح الزائد للانتصار في مباراة لن تقدم أو تؤخر من واقع وحال المسلمين شيئاً، إن هذه الأحداث مؤشر ونذير عريان للأمة الإسلامية جمعاء بوجوب الوقوف مع النفس وتدارك الحال الحقيقي للشعوب التي أضحت تلتمس النصر في جلد منفوخ بعد أن افتقدت الانتصارات الحقيقية وبعد أن فقدت البطولات الملموسة في واقعها المعاش، فالتمست انتصارات وهمية مصحوبة بفرحة زائفة .
وأهدي لشعبي مصر والجزائر هذا الخبر والذي يحزن قلب كل مسلم عاقل، وهو فرحة الإعلام الصهيوني الإسرائيلي بما يحدث بين الشعبين من ضغائن ..
قناة صهيونية تشمت في جمهوري مصر والجزائر: لم تخف القناة العاشرة للتلفزيون الصهيوني سعادتها خلال التعليق على التوترات التي أعقبت مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم.
وأعربت القناة الصهيونية عن شماتتها الكبيرة بالضطرابات المتفاقمة بين بعض القطاعات من مشجعي البلدين على خلفية المباراة.
وأعلنت القناة أنها تتمنى أن تشتعل الأمور أكثر وأكثر وأن تحدث مواجهات مشابهة بين فريق لحركة فتح وآخر لحركة حماس، بغرض الخلاص من الحركتين، بحسب ما جاء على القناة الصهيونية.
وكان مراقبون قد أكدوا أن الحرب الإعلامية التي اشتعلت بين الجانبين المصري والجزائر كانت هناك أيد خفية تحركها وتزيد من حدتها على الرغم من الروابط القوية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وكانت وسائل الإعلام الصهيونية قد استغلت حالة الغضب المحتدمة بين جماهير كرة القدم في مصر والجزائر حيث تناولت صحيفة معاريف المسألة وأشار يعقوب زيو محرر الصحيفة للشئون الرياضية في تقريره إلي أن المباراة بمثابة مباراة حياة أو موت لفريقي البلدين من أجل الصعود.
حرب كلامية:
وتحدثت معاريف عن حالة الغضب المحتدمة بين فريقي البلدين، مشيرة إلي أن بعض التفاصيل الصغيرة أصبحت في الأيام الأخيرة الماضية عناوين للصحف المصرية والجزائرية على حد سواء. أ هـ نقلاً عن مفكرة الإسلام .
الإعلام المأجور في كلتا الدولتين له دور الأفعى في بث السم في قلوب الذين آمنوا، فهذا الإعلام يقتات على تهييج مشاعر الجماهير سواء بحق أو بباطل، وأكبر دليل أنه نجح في الوصول إلى أكبر نتيجة يمكن أن يحصلها من استلاب فؤاد الجماهير، حتى أن بعض تلك الجماهير مات متأثراً بهدف دخل في مرمى فريقه، في وقت يقتل المسلمون على أيدي الصهاينة كل يوم دون أن يتفتت عليهم قلب مؤمن، فلم نسمع عن تأثر قلب مؤمن واحد مات كمداً على مجازر اليهود في غزة منذ شهور، ولم نسمع عمن انفطر لبه وفؤاده جزعاً على احتلال العراق .
والأدهى والأمر أن تظهر القنوات الرياضية مشاهد لبنات المسلمين، للمؤمنات العفيفات الطاهرات يرتدين العاري من الثياب ويقمن بحركات غير أخلاقية، أثناء أو بعد المباراة، كأن هذا العرض ليس عرض المسلمين، فالمصري يقول انظروا لبنات الجزائر وحركاتهن والجزائري يقول انظروا لبنات مصر وحركاتهن !
أين نحن من المعتصم الذي حرك جيشاً كاملاً لنصرة امرأة بالعراق نادت وا معتصماه .. إننا لله وإنا إليه راجعون ... شاهت الوجوه، وتاهت العقول ..
أبناء الإسلام، يا أمة محمد .. احذروا هذه الوسائل الإعلامية الدنيئة التي تقتات على ضعف الأمة، والتي توجه أبناءها لما يضرهم .
يا أمة محمد أفيقي من الغفلة قبل فوات الأوان فوالله الحشود مستعدة لأكل قصعة المسلمين، ولكنا غثاء كغثاء السيل، تجمعنا الطبلة وتفرقنا العصا .
اليهود يحشدون الحشود لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم تمهيداً لاستقبال المسيح، والنصارى يحتلون العراق ويبيدون خضراء المسلمين في كل مكان تمهيداً لنزول المسيح، والمسلمون في التيه، غائبون في جب اللهو واللعب .
والعجب العجاب أن مقدرات المسلمين الاقتصادية سواء في مصر أو الجزائر ستضيع تحت أقدام لاعبي كرة القدم في حالة فوز هذا الفريق أو ذاك، في وقت يحتاج فيه الكثير من شباب البلدين لما تقوم به حاجاته الضرورية من مأكل وملبس ومنكح، فبالله عليكم، أيهدر مال المسلمين في هذه التفاهات في وقت لو تم استثمار نفس الأموال في بناء مصانع أو إيجاد فرص عمل لكفى آلاف الشباب من البلدين مئونة العيش طوال الحياة .
والأعجب أن غالبية الدول العربية لا تتخطى الدور الأول في نهائيات كأس العالم المزعوم، فنحن نتحارب فيما بيننا لنصل لهذه النهائيات التي ندرك يقيناً أن شبابنا سيلاقي الهزيمة النكراء تلو الهزيمة أمام من تقدموا في هذه الصنعة بفضل احتلالهم لبلادنا وبعثرة ما سلبوه جبراً من مقدراتنا .
على حكومات البلدين أن تأخذ على أيدي الإعلام الهابط الذي أثار الفتنة والفرقة التي تستوجب علينا غضب الرب، هذا الإعلام الهابط الذي لا يسر به إلا كل حاقد، ولا يحتضنه إلا كل خائن، والأيدي الخفية تشير إلى نفسها، وارجعوا إلى تصريحات الإعلام اليهودي لتعرفوا المراد .
يا أمة الإسلام ... يا شعب مصر الحبيب ... يا شعب الجزائر الحبيب:
اتقوا الله في أنفسكم ولا تتعرضوا لما يسخط الرب، اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... فتفرقكم يسخط ربكم ويفرح عدوكم، ويحزن والله له قلب من يحبكم .
والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل .